بمقاييس عدد الميداليات، تفوقت مصر في دورة الألعاب العربية ال 12 التي اختتمت مساء اول من امس في العاصمة القطرية الدوحة، وبالمقاييس الأولمبية تفوقت السعودية على مصر في هذه البطولة بالذات. نعم تفوقت السعودية بوصول عدائين مميزين لدورة الألعاب الأولمبية التي ستقام في لندن صيف العام المقبل وتأهل بذات المقياس فريق الفروسية، وبهذه البطاقات الذهبية، وبهذه المعايير العالمية تعتبر السعودي بميدالياتها القليلة أفضل من ميداليات مصر الكثيرة، والعدد في الليمون. هذا الكلام يجعلنا نسعد بمنجزنا الذي انتزع بطاقة التأهل للأولمبياد العالمي، وفي الوقت نفسه لا يحجب حقيقة وضع بقية اتحاداتنا الرياضية التي تنتظر ثلاثة محاور للتطوير، وبدون أي من هذه المحاور نظل محلك سر. المحور الأول ضخ موازنات مالية تغطي الحاجة الفعلية للاتحادات الرياضية، المحور الثاني اختيار الكوادر الإدارية القادرة والمقتدرة وأرجو التركيز على هذه العبارة بالذات، المحور الثالث وضع قيادة إدارية كبيرة ومميزة للجنة الأولمبية لكي تحاسب الاتحادات الرياضية وتجعلها تحت المجهر، فالحريول يؤدي العمل في حدود المساحات المتاحة له، وهو رجل كفء، لكن وجود رجل مثل الأمير نواف بن محمد أو أي اسم موازي له قادر على محاسبة أي اتحاد رياضي من دون النظر للفوارق الاجتماعية. اتحاد العاب القوى تألق لاعبوه في دوحة العرب، وزاد من مساحة التألق تأهل اللاعب يوسف أحمد مسرحي (400 م عدو) واللاعب أحمد خضر المولد (110 م عدو) وسار في المشهد نفسه اتحاد الفروسية الذي انتزع الذهب وأربع بطاقة تأهل لأولمبياد لندن، أما الاتحادات التي لم تحقق أي نجاز فليس أمامها إلا حل من اثنين، الاستقالة أو الإقالة، يعني افساح المجال أمام كوادر جديدة لمنحها فرصة التربع على الكراسي مكانها. التغيير مرتقب والمهم اختيار كوادر تتصف بالخبرة في المجال نفسه بعد تجربة الكوادر الأكاديمية التي دخلت الاتحادات الرياضية، ولم تسهم في التطوير لأنها أتت بدرجاتها العلمية من دون خبرة تراكمية تسعفها ولهذا انكشفت هذه الأسماء وكانت في مكان غير مناسب، واستمر البعض في المكان نفسه، حجّ السفريات وبيع مسابح المعسكرات، ودفع الثمن اللاعبون بتراجع نتائجهم عربياً وخليجياً وآسيوياً. [email protected] twitter | @s 1964saleh