هناك فرق كبير بين الصاحي والنائم، وتتضح هذه الفوارق بين الاتحادات الرياضية السعودية، فالمتابع للحضور السعودي في الصين يلمس وبوضوح الاتحاد الصاحي الذي يعمل ويخطط ويتألق، والاتحاد الغاطس في عسل السفرات والسياحة. اتحادا الفروسية وألعاب القوى كانا في الواجهة لأن بهما رجالاً يبذلون الكثير والكثير من الوقت والمال من أجل تسجيل حضور سعودي في المحافل الخارجية، بينما اتحادات أخرى تغض اللجنة الأولمبية عنها الطرف وتتركها تسرح وتمرح، غابت واستمرت في غيبوبتها سنوات وآخرها المشاركة في دورة الألعاب الآسيوية المقامة حالياً في الصين. اتحاد الفروسية سجل حضوراً مدهشاً على المستوى العالمي، وأصبح الفرسان السعوديون في قائمة المصنفين عالمياً وتسبقهم الترشيحات في كل تجمع عالمي، وآخرها تألق الفارس السعودي عبدالله الشربتلي الحاصل على الميدالية الفضية عالمياً، ثم توّج المنتخب السعودي بالميدالية الذهبية بدورة الألعاب الآسيوية بالصين، هذه الميدالية قفزت بترتيب السعودية في قائمة الميداليات مراكز عدة بسبب ميدالية ذهبية واحدة فقط. وفي الجانب الآخر تألق لاعبو ألعاب القوى كما كان متوقعاً فشق يوسف أحمد المسرحي طريقه بقوة ليفوز بالميدالية البرونزية لسباق 400 م، وتأهل الناشري لنهائي 100م ثم حقق الفضية، وتأهل أحمد خاطر لنهائي 110 م حواجز، ونافس يحيى حبيب بروح عالية، ويبدو أن أي إنجاز متوقع في ما تبقى من منافسات إن أتى سيكون من لاعبي ألعاب القوى فقط. الاتحادات النائمة في العسل مرتاحة على الآخر وهي تذهب للصين كضيوف بل معزومين من ضمن المعازيم وسيعودون بخفي حنين من دون محاسبة من اللجنة الأولمبية التي تتنصل من مسؤولياتها ولا تفرق بين اتحاد نائم واتحاد صاحٍ. اللجنة الأولمبية المصرية كمثال تجتمع مع أمناء كل اتحاد قبل أي مشاركة مصرية في الدورة العربية أو دورة الألعاب الأفريقية أو دورة الكومنولث، وتعرف المركز الذي ينافس عليه، فإذا حقق الاتحاد المركز نفسه الذي خطط له أو أفضل منه يكون التقويم عادلاً ومنصفاً، وإذا أخفق تتم المساءلة والمحاسبة لمعرفة الخلل وعلاجه مستقبلاً. لجنتنا الأولمبية السعودية تتعامل مع رؤساء الاتحادات السعودية على أنهم ربع وأصدقاء، ولا تعرف قبل مغادرة أي منتخب هل لديه الفرصة للمنافسة على الميداليات أم لديه برنامج سياحي ترفيهي، وبهذه الحسابات تظل العلاقة بين الأشخاص أهم من «الوطن»، وهذا خلل عانت منه الرياضة السعودية وسيستمر إذا لم تكن هناك محاسبة دقيقة لمعرفة الاتحادات الصاحية وإيقاظ بقية النائمين. [email protected]