عشية عيد الميلاد، تحوّلت مدينة بيت لحم، مهد السيد المسيح، الى ساحة احتفالات متعددة الجنسيات: فرق فنية من أنحاء العالم عزفت وغنت في ساحة كنيسة المهد، وفرق كشفية، ومسيرات لرجال الدين تقدمهم بطريريك اللاتين في الأراضي المقدسة فؤاد طوال، وحفلات فنية ليلية، وزينة في كل شارع وواجهة كل بيت من بيوت المدينة. ومن وسط ساحة المهد، نهضت شجرة الميلاد بطول 15 متراً وقاعدة قطرها 8 أمتار، فيما تدفق آلاف المسيحيين من أنحاء الضفة الغربية وقطاع غزة ومناطق ال 48 الى المدينة للمشاركة في الاحتفالات. وأطلقت مدينة بيت لحم على احتفالات الميلاد هذا العام عنوان: «فلسطين تحتفل بالأمل» في إشارة الى طلب الحصول على الدولة الفلسطينية في الأممالمتحدة. وقال رئيس بلدية المدينة فيكتور بطارسة إن «الميلاد يجدد الفرح والأمل في المدينة وفي فلسطين رغم الألم والصعوبات والممارسات الاسرائيلية القاسية على المدينة والوطن»، في اشارة الى الهجمة الاستيطانية ومصادرة الاراضي. وأضاف: «ما زال الأمل في قلوب أهالي بيت لحم. من هنا انبثق عنواننا لهذا العيد وهو: فلسطين تحتفل بالأمل، إذ نخطو خطوات جدية هذا العام نحو ميلاد دولتنا الفلسطينية المستقلة على ترابنا الوطني». ونشرت الشرطة الفلسطينية 500 شرطي في المدينة لتنظيم حركة المرور واستقبال المواكب الرسمية. كما نشرت أعداداً من الشرطة السياحية الناطقة باللغتين الانكليزية والروسية، وتمت الاستعانة بمترجمين متطوعين يتقنون اللغات الاسبانية والايطالية والفرنسية لخدمة الحجاج الاجانب. وتوقعت وزارة السياحة أن يزور بيت لحم أكثر من 4 آلاف سائح خلال أيام العيد. وبحسب التقاليد، انطلق من القدس ظهر أمس موكب البطريرك طوال يرافقه رجال دين وفرق كشفية، واجتاز الحاجز «300» العسكري قبل ان يصل الى بيت لحم حيث كان في استقباله على بلاط كنيسة المهد محافظ بيت لحم ووزيرة السياحة والآثار الدكتورة خلود دعيبس وعدد من المسؤولين والمواطنين والسياح الأجانب. ووجه الرئيس محمود عباس الذي وصل الى المدينة ورئيس وزرائه الدكتور سلام فياض لحضور قداس منتصف الليل، برقيات تهنئة في العيد إلى العديد من قادة العالم، معرباً عن أمله في «أن يحمل العالم الجديد الاستقرار والنجاح والتقدم للدول، وأن ينعم شعبنا الفلسطيني في العام المقبل بالحرية والاستقلال وبدولته المستقلة وعاصمتها القدس».