لم تكن الظروف المالية للأسرة جيدة، ولم يكن المنزل المتواضع ذو الإيجار الباهظ يخلو من الأمراض، ومع ذلك كانت عائلة أم عبد العزيز تقاوم الملمات وتقف في وجه العواصف، وإن كان راتب رب الأسرة ضئيلاً. كان العيش على الكفاف والابتسامة شحيحة في المنزل، حتى حدث ما لم يكن في الحسبان، فأم عبد العزيز الصامدة تسقط أخيراً، وتصاب بسرطان الثدي. فجأة، انقلبت حياة أم عبد العزيز رأساً على عقب بعد إصابتها بهذا المرض الخبيث منذ نحو عامين، خصوصاً في ظل تواضع راتب الزوج، فهو لا يتعدى ألفي ريال شهرياً. وتقول أم عبد العزيز: «تواضع راتب زوجي والظروف السيئة التي نعيشها، منعتني من إتمام علاجي، خصوصاً أن الأطباء في مستشفى الملك عبد العزيز العام أكدوا على ضرورة متابعة جلسات العلاج الكيماوي والجلسات الخاصة بالإشعاع، إضافة إلى العلاج الهرموني» ما زاد من معاناة أم عبد العزيز أنها أصبحت غير قادرة على رعاية أبنائها الثلاثة، «لدي ثلاثة أبناء مصابون بإعاقات عقلية، والتعامل معهم يتطلب رعاية خاصة واهتماماً مضاعفاً»، موضحة بأن وضعها الجسدي والنفسي والوضع المادي السيئ لا يساعد على الاهتمام بهم. وتضيف: «كما أن مصاريف علاجهم تتطلب مبالغ مالية باهظة تفوق ما يصرف لهم من الشؤون الاجتماعية والمقدر ب 833 ريالاً». ظروف أم عبد العزيز لا تتوقف عند هذا الحد، فهي تبدي قلقها في شكل دائم من مبلغ الإيجار، «يعتبر مبلغ الإيجار وتوفيره كابوساً دائماً وضيفاً ثقيلاً يحل كل ستة أشهر، فنحن نسكن في منزل متواضع ومع ذلك يبلغ الإيجار 25 ألف ريال»، مشيرة إلى أنها تخاف من التأخر في سداده وبالتالي الطرد من المنزل.