كانت فرحة بعودتها إلى أهلها بعد غياب دام عامين بسبب ظروف عمل زوجها، ولم تتوقع أم عبدالله أن ذلك اليوم سيكون أهم منعطف في حياتها، ولم يخطر في بالها بأنها ستنضم إلى قائمة «المعوقين».كان آخر ما توقعته أن يتخلى الجميع عنها. أما أحلامها والمستقبل الجميل فقد اقتصرت على العلاج وسرعة إجراء بعض الجراحات التي تحتاجها. تعود أم عبدالله بالذاكرة إلى الوراء، وتقول: «في يوم 9-6-2005 قدمت مع زوجي من المنطقة الشرقية إلى الرياض وعلى طريق الملك فهد في الرياض وقبل وصولي لأهلي، وقعت لنا حادثة مرورية مروعة توفي زوجي في الحال، وأنا لم أفق إلا في المستشفى»، موضحة بأن الأطباء شخصوا حالتها بشلل في الجهة اليسرى، بسبب كسر في العمود الفقري، إضافة إلى كسر في الفخذ والساق». وتضيف: «بعدها انقلبت حياتي رأساً على عقب، وانعدمت حركتي تماماً فأصبحت من ذلك التاريخ، طريحة الفراش وعاجزة عن الحركة»، مشيرة إلى أن فرحتها بزواجها لم تستمر طويلاً، وأصبحت في وضع نفسي سيئ. وتتابع: «راتب زوجي لا يكفي مصاريف علاجي ولا أجرة العاملة التي ترعى شؤوني، وأنا من على هذا الكرسي المتحرك أناشد خادم الحرمين الشريفين مساعدتي وولي العهد بالتكفل بعلاجي وإدخالي مدينة الأمير سلطان الإنسانية». لافتة إلى أن والدها كان يعينها على المصروفات ويساعدها ولكنه مرض من خمس سنوات وأصبح لا يستطيع العمل ولا مساعدتها. مصدر حزن أم عبدالله هي أنها تعجز كثيراً عن توفير تكاليف علاجها التأهيلي، لا سيما أنها فقدت القدرة على تحريك يدها اليسرى وخائفة أن تفقد الحركة بيدها اليمنى التي أصبحت ثقيلة بعض الشيء. ولا تخفي أن وفاة زوجها أثرت سلباً في حياتها، مستدركة: «أحصل على راتب زوجي المتوفى وقدره 700 ريال فقط، وهي لا تفعل شيئاً لكثرة الأدوية التي استعملها، إضافة إلى راتب العاملة التي تهتم بشؤوني الخاصة». وتعيش أم عبدالله الحزينة وضعاً نفسياً سيئاً، لشعورها بالعجز عن مساعدة نفسها بخاصة أنها كانت معتمدة على نفسها في كل شيء قبل الحادثة الأليمة التي لا يمكن أن تنساها، داعية الله أن تجد من يمد لها يد المساعدة ويتكفل بعلاجها عاجلاً غير أجل. «الحياة» زارت المعوقة «أم عبدالله» في منزلها ووقفت على حالها الصحية التي تسوء كلما تأخرت في العلاج وقد تفقد الحركة في يدها اليمنى إذا لم تعالجها، إضافة إلى سرعة إجراء جراحة في الركبة التي لا تستطيع أن تثنيها.