يرفض عدد كبير من الشعراء السعوديين المشاركة في المهرجانات الرسمية التي تنظمها جهات حكومية عدة، بحجة أن المبالغ المالية المقدمة في أمسياتها لا تكفي، ما جعلهم يفضلون الحضور بشكل مستمر في حفلات الأعراس، كون الأجور التي يتقاضوها مجزية. واختار عدد من الشعراء المعروفين في المملكة إحياء أمسيات حفلات الأعراس في مدن عدة، كونها تقدم مبالغ مالية تفوق بكثير تلك المقدمة من المهرجانات الرسمية، وكذلك بثها عبر القنوات الشعبية، لكن هناك شعراء فضلوا الابتعاد عن الأمسيات الشعرية الخاصة والرسمية، لأن الشعر لم يعد له ذلك الوهج الإعلامي، وكثرة الدخلاء على الساحة الشعبية. واعتبر شعراء وجود أمسيات خاصة جيداً بالنسبة لهم، لأنها وفرت لهم دخلاً إضافياً، وأتاحت لهم الظهور الإعلامي، وجعلتهم يتواجدون في الساحة يشكل مستمر، بينما يرى آخرون أنها أساءت للشعر بشكل غير مباشر، كون معظم الشعراء الذين يظهرون في الأمسيات الخاصة هم شعراء «الهياط»، ولا يصنفون شعراء. وقال أحد منسقي أمسيات حفلات الأعراس (فضل عدم ذكر اسمه): «أصحاب حفلات الأعراس يختارون أسماء شعرية معينة، ويتركون قيمة الأمسية مفتوحاً للشاعر، ولا عليه سوى الحضور فقط، في حين يضع عدد منهم مبلغاً معيناً لإحياء أمسية شعرية»، مشيراً إلى أن عدداً من الشعراء المعروفين لا يمانعون من الحضور، لكنهم يحددون كلفة مشاركتهم. وأضاف أن المبلغ المالي المدفوع يبدأ من ثلاثة آلاف ويصل في بعض الأحيان إلى 20 ألف ريال، بحسب مكانة الشاعر في الساحة الشعبية، لافتاً إلى أن مسافة مقر الأمسية عن مدينة الرياض تلعب دوراً مهماً في أجور الشعراء. وذكر أن هناك شعراء يحييون أمسيتين في حفلتي زواج في ليلة واحدة، إذ يعمل الشاعر على التنسيق بين الحفلتين إذا كانتا في مدينة واحدة، خصوصاً أن الأمسية لا يتجاوز زمنها ساعة ونصف الساعة.