بعد أن اتجهت الأمسيات الشعرية الى الأفراح خصوصاً بعد انتشار القنوات الفضائية وكثرة البرامج التي ظهرت مؤخراً لدعم الشعر والشعراء وبدأت تسحب البساط من الأمسيات الرسمية وأصبحت مطلباً لكثير من الذين يحرصون على إقامة ليلةَ تضفي عليهم رداءً يميزهم عن غيرهم. وهنالك بعض من الشعراء يعزون ذلك الى العائد المادي الذي يتقاضاه الشاعر وبالذات الاسماء اللامعة في الساحة الشعبية والتي تمتلك قاعدة جماهيرية تكون مطلباً لراعي الإحتفال. كما أن البعض منهم يجدها فرصةً للظهور الاعلامي من خلال تواجد القنوات الفضائية والحضورالمقنع المتمثل في معازيم الفرح اضافة الى بعض الجماهير العاشقة للشعر. وهنالك من يحضر تلبية للدعوة او من باب (الفزعة لراعي الحفل). وفي نفس الوقت نجد أن الجمهور الذي يميل إلى الفنون الشعبية يعرض عن شعراء أمسيات الأفراح بينما في المقابل نجد بعض الشعراء ايضا يرفضون المشاركة في حفلات الزواج رفضاً قاطعاً وكل منهم يمتلك مبرراته التي تدعم وجهة نظره في هذا الجانب... طرحنا هذا الاستطلاع على عدد من العراء والاعلاميين فخرجنا بهذه الاراء وكان البادي فيها الشاعر الكبير مساعد الرشيدي الذي قال بأنه لا يفضل إقامة مثل هذه الأمسيات في الأعراس نهائيًا، رغم ان هنالك الكثير من الشعراء يحضرون من باب المجاملة تحت ضغوطات الاحراج فعن نفسي افضل أن تقام العرضه والسامري وغيرها من الرقصات. بالاضافة إلى المحاورة والقلطة كلاً بلونه الشعبي بدلاً من الأمسيات التي لاتجد اصغاء ومتابعه واهتمام كبير من معازيم الفرح. ومن جانبه قال الفنان الكبير والشاعر الكويتي حبيب الدويله أنه يشجع هذه الظاهرة مؤكدًا بأن حضور الشاعرللحفل من باب التلبية لرغبة الجماهير الحاضرة وتكريمًا لأهل الحفل لدعوته حتى وإن كان هنالك تكريمًا ماديًا أو معنويًا فهو من حق الشاعر . كما أن حضور الشاعر في مثل هذه المناسبات يعتبر من وجهة نظره إثراء للساحة الشعبية. بينما قال الشاعر خضران المطيري مدير مهرجان «شعراؤنا» ورئيس اللجان بأن فكرة المشاركة في الأمسيات المعدة بحفلات الزواج لا تروقه كثيرًا وبأنه إعتذر كثيرًا عن المشاركة في مثل هذه الحفلات حتى عرف عنه ذلك مؤكدًا بذات الوقت بأنه قد يجد نفسه محرجًا ومرغمًا من باب تقدير ومكانة الداعي في نفسه وإنحناءً لرغبته لجلوسك أمام المايكرفون في حفلته ومشاركته فرحته وقد حدث معي هذا الشيء لمرةٍ واحدة، بينما لو تزوج الأمير بدر بن عبدالمحسن مهندس الكلمة وسيدها ودعانا نحن أصدقاءه وزملاءه عامة من الوطن العربي لسارعنا بالحضور وتشرفنا بالمشاركة و لاأظن هناك مايعيب بقدر ماهو وفاء وفرحة عدا إن هنالك أناس عرف عنهم حضور حفلات الزواجات وإمتهنوا ذلك بأجر. وكذلك قال الشاعرالقدير جاسر غضيان الشراري (الصوت الشمالي) بأنه من المؤيدين للأمسيات في حفلات الاعراس وذلك تقديراً لحجم المناسبة وتلبيةً للداعي كما أنها حلت بديلاً ناجحاً ومناسباً للحفلات الغنائية والتي كانت حتى وقت قريب في كثير من الافراح تسبب إزعاجاً للحضور كما إنها مرفوضة من المتدينين وكبار السن وبعض الحضور. كما انها تتيح مجالاً أوسع لعدد اكبر من الشعراء مما يثري الساحة الشعرية. بينما الشاعر الإعلامي منصور المشيقح يرى بأن الشاعر دائما معرض للأحراج من من قبل بعض الأقارب والأصدقاء وغيرهم للمشاركة في مناسبات الأفراح والضغط عليه.. وهي بالأكيد لاتخدم الشاعر حاليا في زمن الأنفتاح الإعلامي ولا أفضل المشاركة في هذه الحفلات. ولايفسر الرفض بسبب أمر مادي أو غيره ولكن الأسباب كثيرة للرفض وأهمها أن المناسبة ليست شعرية. حيث أن المدعويين يلتهون بالسلام على بعض وربما لا يعلمون أن هناك أمسية حتى والشعراء يلقون قصائدهم ولا يلتفتون للشاعر.حيث أن أغلبها غير مرتبة وليست منظمة بشكل صحيح . ولاتخدم الشاعر مستقبلا. من جانبه قال الشاعر والاعلامي حامد بن مناور بأنه ضد هذه الفكرة ولكن يجبر عليها الشاعر فيشارك من قبل الفزعة؛ لأن الحضور وكما نراه ونشاهده إما أن يكونوا مشغولين في السلام أو بانتظار من سيسلم عليهم (في الأفراح ربكة) لا يستطيع الشعر ترتيبها مهما كانت جودته؛ الشعر أكبر من ان يراق بهذه الطريقة؛ بالنسبة لي لم أفعلها من قبل؛ وإن فعلتها في القابل من الأيام فكن على يقين أنني مجبر لا بطل. بينما يعتقد الشاعر جار الله الشدّي بانه من غير المناسب أن تحيا أمسية شعرية تضم اكثر من شاعر وان يكون بوسط حفل زواج وذلك لاسباب عدة من أهمها: ان أغلب الجمهور الحاضر سيكون مشغول بالتبريكات والتهاني والأمر الآخر ان الحضور قد حضروا للتهاني والتبريكات وليس لمتابعة الامسية ومن المحرج ان يلقي الشاعر قصائده والحضور منشغلين بالتهاني والسلام لان الشاعر يحتاج الى إصغاء تام من الحضورواستثني من ذلك إن كان الزواج لإبن عم أو صديق لا مانع أن تكون هناك قصيدة واحدة من اي شاعر اما كأمسية متعددة القصائد من مدح وغزل وهجاء ووطنيات الخ فلا اؤيد هذا الامر لأنه سيؤثر على الشاعر نفسه وليس على الساحة.