هل أصبحت المرأة سلعة للمقايضة؟ هذا التساؤل واحد من مجموعة تساؤلات تطرح نفسها بقوة، عقب إقدام الجمعية الخيرية لمكافحة التدخين على إطلاق حملة «عليك الإقلاع... وعلينا الزواج»، وهو ما قد يمكن تأويله بأنه وضع المرأة والسيجارة في كفتي ميزان واحد! وسط موجة احتجاجات منددة بشعار الحملة الذي اعتبرته حقوقيات «جارحاً» للمرأة، يثار سؤالان آخران، هما: «ما قيمة المرأة في المجتمع بعد أن تصبح وسيلة للإقلاع عن التدخين؟ وهل من الممكن أن تتحول إلى عنصر يُستخدَم لإغراء الشباب ومكافأتهم إذا ابتعدوا عن أي من العادات السيئة؟». من جهته، فنّد الأمين العام للجمعية الخيرية لمكافحة التدخين سليمان الصبي في حديث إلى «الحياة» حيثيات الشعار، وأوضح أنه يجب ألا يُفهَم البرنامج على أنه مكافأة المدخن بامرأة نظير إقلاعه عن التدخين، مؤكداً أن من شروط التقديم على البرنامج أن يكون المدخن عقد نكاحه مسبقاً. وقال: «مهمة الجمعية مساعدته على تكاليف الزواج، وليس توفير زوجه أو الخِطبة له»، مضيفاً: «نتكفل بالمهر والتكاليف والجائزة جزء منها نقدي وجزء منها تأثيث لبيت الزوجية»، لافتاً إلى أن فكرة الإعلان فُهمت بشكل خاطئ. ورفض الصبي التفسير الذي ذهب إليه كثيرون من أن البرنامج يضع المرأة والسيجارة في ميزان واحد، وقال: «إننا ننهج نهج جمعية ابن باز الخيرية التي تعين على الزواج ويشرف عليه أمراء المناطق، لكن بصياغة أخرى، ولم نقل اقلع عن التدخين ونهديك امرأة»، معتبراً أن اللبس لدى الجمهور كان بسبب صياغة الإعلان. واستغرب الصبي الاحتجاجات، مذكراً بأن الجمعية نفذت العام الماضي حملة بشعار «عليك الإقلاع... وعلينا الحج»، تم خلالها تحجيج 200 شخص. وشدد على أنهم في الجمعية الخيرية لمكافحة التدخين سيستمرون على النهج نفسه، وقال: «من ادعى مساومة وتشبيه المرأة بالسيجارة نقول له وهل نساوي شعيرة الحج العظيمة بالسيجارة؟!»، معتبراً أن الاعتراضات على البرنامج ليست سوى معارضة للعمل الخيري.