نيويورك، برلين، أوتاوا - «الحياة»، أ ف ب - تصاعد التوتر بين روسيا والدول الغربية في الاممالمتحدة على خلفية الملف السوري. واتهمت دول اوروبية واميركا موسكو بالعمل على «صرف الانتباه عن دمشق من خلال طلب اجراء تحقيق حول اعمال حلف شمال الاطلسي في ليبيا»، ويأتي ذلك فيما أعلنت الخارجية الالمانية انها استدعت السفير السوري في برلين للمطالبة بالوقف الفوري لحملة القمع «الوحشية» التي تشنها القوات السورية ضد المناهضين للنظام، فيما دعت الحكومة الكندية الى «الاستقالة الفورية» للرئيس السوري بشار الاسد، مكررة تنديدها بأعمال العنف في سورية. وخلال اجتماع لمجلس الامن حول ليبيا، طلب سفير روسيا فيتالي تشوركين مجدداً ان تجري الاممالمتحدة تحقيقاً حول «الضحايا المدنيين الذين سقطوا جراء حملة القصف التي نفذها حلف شمال الاطلسي» واستهدفت نظام معمر القذافي. وازعج هذا الطلب الدول الغربية في مجلس الامن الدولي والتي تشكك في ان روسيا تسعى بكل الطرق الى حماية سورية. وقالت السفيرة الاميركية سوزان رايس ليلة أول من أمس، إن طلب روسيا هو «مناورة لصرف الانتباه عن ملفات اخرى وتشويه النجاح الذي حققه حلف الاطلسي وشركاؤه ومجلس الامن في حماية الشعب الليبي». فيما قال السفير الفرنسي جيرار ارو: «هناك تحقيقان جاريان. لماذا يطلب تحقيق ثالث في حين انه ليست لدينا لجنة تحقيق في سورية حيث قتل خلال الايام الاربعة الاخيرة 250 شخصاً». ويأتي التوتر الجديد بعد سلسلة من الخلافات بين الروس والغربيين بشأن سورية. واستعملت روسيا والصين حق النقض لمنع تمرير قرار صاغه الأوروبيون لإدانة سورية، حيث تقول الاممالمتحدة إن 5 آلاف شخص قتلوا في حملة القمع التي يشنها النظام ضد المحتجين منذ آذار (مارس). والاسبوع الماضي قدمت موسكو مشروع قرار يدين العنف الذي «ترتكبه كل الاطراف في سورية»، ولكن الدول الغربية اعتبرت انه لا يسمي الاشياء بأسمائها. ولم تستجب روسيا لطلبات فرنسا وبريطانيا وألمانيا لتعديل مشروع القرار ليحمل السلطات السورية الجانب الاكبر من المسؤولية عن العنف، لا ان يساوي بين عنف السلطات والمتظاهرين. إلى ذلك، قالت وزارة الخارجية الالمانية إنها استدعت السفير السوري في برلين للمطالبة بالوقف الفوري لحملة القمع ضد المتظاهرين. وقال بوريس روغ مسؤول شؤون الشرق الاوسط في وزارة الخارجية، إن «الاعمال الوحشية التي ترتكبها قوات الامن ضد الشعب السوري غير مقبولة بتاتاً وتمثل انتهاكاً صارخاً للاتفاق الذي أبرمته سورية مع الجامعة العربية». واضاف في بيان: «بالنظر الى الجرائم التي ظهرت، يجب ان يسأل كل شخص نفسه اذا كان يستطيع من الناحية الأخلاقية خدمة مثل هذا النظام». وتابع أن الحكومة الألمانية ستواصل ممارسة الضغط على النظام لكي يفي بالتزاماته الدولية. في موازاة ذلك، دعت الحكومة الكندية الى «الاستقالة الفورية» للرئيس بشار الاسد. وقال وزير الخارجية الكندي جون بيرد في بيان، إن «نظام الاسد يواصل ذبح المدنيين السوريين من دون تمييز... هذا النظام البائس والذي تزداد عزلته اكثر لا يتمتع بأي صدقية، على الاسد ومعاونيه ان يستقيلوا فوراً». وأضاف ان «السوريين عبّروا بوضوح عن رغبتهم في التغيير. ان نظام الاسد يتجاهل في شكل صارخ احترام حقوقهم الاساسية»، موضحاً ان كندا ستعمل مع شركائها الدوليين بهدف «زيادة الضغط» على دمشق.