شهدت الشوارع والتقاطعات الرئيسية في بغداد انتشاراً أمنياً كثيفاً، تحسباً لوقوع تفجيرات جديدة بعد يوم من سلسلة هجمات ب 19 سيارة مفخخة وعبوات ناسفة استهدفت أحياء شعبية، وأوقعت أكثر من 250 عراقياً بين قتيل وجريح. وفيما توقع مسؤول أمني تصاعد الهجمات، دعا رئيس الوزراء نوري المالكي الولاياتالمتحدة إلى الإسراع في تجهيز القوات العراقية ما تحتاجه من معدات وآليات. وانتشرت في بغداد أمس نقاط تفتيش متحركة شملت صنوف القوى الأمنية والعسكرية وبلغ الاستنفار أشده عند تقاطع الباب الشرقي وصولاً إلى ساحة التحرير التي احتضنت المئات من المتظاهرين الذين نددوا بالعمليات الإرهابية، إلى جانب مطالبتهم السلطات الكردية بتسليم نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي إلى القضاء للتحقيق معه على خلفية الاتهامات الموجه إليه. وأكد الناطق باسم الشرطة الاتحادية العقيد محمد البيضاني في تصريح إلى «الحياة» أن «قوات الأمن دخلت في إنذار مبكر لحماية المواطنين من الهجمات الإرهابية التي أرى أنها ستتصاعد خلال الأيام المقبلة». وأشار إلى أن «هجمات الأمس (الخميس) حملت رسالة واحدة كونها انطلقت من حاضنة واحدة وهي «القاعدة والبعث» ومفاد الرسالة أن لا استقرار من دون شراكة في السلطة». ولفت إلى أن «التفجيرات الإرهابية الأخيرة وعددها 19 جاءت رد فعل في ظل احتقان سياسي، على خلفية اتهام نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي بالضلوع في الإرهاب». وأضاف إن «التعليمات التي صدرت من مكتب القائد العام للقوات المسلحة إلى جميع المؤسسات الأمنية والعسكرية والاستخبارية تقضي بتكثيف الجهود للوصول إلى نتائج مثمرة». وأكد أن «إجراءات التفتيش والتدقيق ستتضاعف لمنع وقوع هجمات مماثلة وستتركز تلك التحصينات الأمنية عند المؤسسات والدوائر الحكومية والمدارس والجامعات، فضلاً عن التجمعات التجارية والأسواق الشعبية». وتابع إن «الحرب الحقيقية مع الإرهاب قد بدأت الآن فالرسالة التي حملتها تلك التفجيرات كانت واضحة وتم تحليل وتفكيك شيفرتها». وعن عودة نقاط التفتيش الثابتة والحواجز إلى الشارع قال: «تم الاستعاضة عن ذلك بنقاط تفتيش متحركة وبكاميرات مراقبة». وأكد مصدر في مكتب القائد العام (المالكي) أن «معلومات استخبارية تؤكد وجود عشر سيارات مفخخة تجوب شوارع العاصمة تحمل لوحات تسجيل مزورة». وأشار المصدر الذي رفض كشف اسمه إلى أن «هذه السيارات تتحرك في جانب الرصافة ذي الغالبية الشيعية بهدف إثارة النزعة الطائفية وعودة رحى الفتنة المذهبية من جديد». ودعا المالكي خلال لقائه رئيس أركان الجيش الأميركي الجنرال رايموند أوديرنوا مساء الخميس الإدارة الأميركية إلى الإسراع في عملية تجهيز القوات العراقية بما تحتاجه من المعدات والآليات اللازمة لعملها. وأكد في بيان تسلمت «الحياة» نسخة منه «أهمية استمرار التعاون بين العراق والولاياتالمتحدة بما يخدم مصلحة البلدين». ورئيس أركان الجيش الأميركي استعداد بلاده للتعاون مع العراق في مجال تدريب وتجهيز وتسليح القوات.