كابول – أ ف ب، رويترز - رجح الجيش الأميركي في أفغانستان أمس، اسر حركة «طالبان»، للمرة الأولى منذ إطاحة نظامها نهاية العام 2001، أحد جنوده، وذلك بعد ثلاثة أيام على اختفائه في منطقة يوسف خيل في ولاية باكتيكا، وهو ما أكده برهام، أحد قادة مجموعة «حقاني» التي توصف بأنها «الأكثر دموية في طالبان». وامتنعت الناطقة باسم الجيش الأميركي الكابتن اليزابيث ماتياس عن تحديد ظروف فقدان اثر الجندي الأميركي الثلثاء الماضي، مؤكدة ان الجيش «سيستخدم كل الوسائل المتاحة للعثور عليه، وإعادته سالماً»، فيما كشف برهام ان مقاتلي القائد في مجموعة «حقاني» الملا سانغين اسروا الجندي وثلاثة حراس أفغان، و»سنعلن قريباً عبر شريط فيديو مطالبنا لإطلاقه». وقال مسؤول عسكري أميركي إنه يعتقد أن مسلحين خطفوا الجندي في منطقة حدودية شرق أفغانستان، وأضاف: «هناك اعتقاد بأن قوات التمرد أسرت الجندي الذي فقِد منذ 30 حزيران (يونيو)» الماضي. وأورد بيان للقوات الأميركية في أفغانستان أن تفاصيل أخرى حُجِبت لحماية الجندي الذي «نستنفد كل الموارد المتاحة للتحقق من مكانه وتأمين عودته سالماً». تزامن ذلك مع إطلاق 4 آلاف جندي من قوات مشاة البحرية الأميركية (المارينز) جاؤوا الى أفغانستان أخيراً، عملية واسعة في ولاية هلمند (جنوب)، في محاولة للسيطرة على معاقل «طالبان» قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في 20 آب (أغسطس) المقبل (راجع ص 8). وأعلن قادة «المارينز» ان جنود سرية «فوكس» سيطروا بالتعاون مع 650 عنصر أمن أفغانياً على منطقة خانيشين النائية جنوب ولاية هلمند من دون ان يواجهوا مقاومة، ورفعوا العلم الأفغاني بعد ساعات قليلة فقط على شن عملية «خنجر» التي تهدف الى توجيه ضربات «سريعة» للمتشددين. وصرح الجنرال شاير محمد زازاي قائد القوات الأفغانية بأن القوات الحكومية أبلغت السكان أنها ستعمل بجدية لحماية منطقتهم، وإطلاق مشاريع تنموية فيها، وأنها تلت رسالة وجهها الرئيس حميد كارزاي إليهم ليطمئنهم الى انهم سيعيشون «في سلام وأمن». في باكستان، قتل عامل في مصنع لإنتاج أسلحة ثقيلة وجرح 28 آخرون بينهم مارة، بتفجير نفذه انتحاري عبر صدم دراجة نارية استقلها بحافلة كانت تقلهم لدى عودتهم من مدينة تكسيلا إلى راولبندي المجاورة لإسلام آباد. وتبنت حركة «طالبان - باكستان» بزعامة بيعة الله محسود الهجوم، معلنة انه لمعاقبة مصادر تزويد الجيش ذخائر لقصف مدنيين في مناطق القبائل (شمال غرب)، علماً ان مصانع السلاح الثقيل في تكسيلا تنتج دبابات وآليات مصفحة. وفيما يستعد الجيش لاقتحام معقل محسود في إقليمجنوب وزيرستان، أكدت القيادة العسكرية ان لا نية لديها لشن عملية في إقليم شمال وزيرستان بعدما أعلن عدد من قادته وزعماء قبائله، وفي مقدمهم الملا نظير، عدم نيتهم خوض مواجهات مع الجنود. وفي ألمانيا، ابدى وزير الداخلية اوغوست هانينغ خشيته من تعرض بلاده لاعتداءات قبل الانتخابات الاشتراعية المقررة في أيلول (سبتمبر)، من أجل الضغط عليها لسحب قواتها من أفغانستان. وقال: «زاد عدد الرحلات الجوية التي يستقلها إسلاميون بين باكستانوألمانيا، وتلقينا تحذيرات من احتمال تنفيذ اعتداءات، علماً ان ألمانيا شكلت في الشهور الأخيرة هدفاً مباشراً لتهديدات أطلقها متشددون في أشرطة فيديو، وبثت عبر الانترنت. وأضاف: «أحبطنا منذ العام 2000 ست محاولات اعتداء في ألمانيا».