دعا رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي الى إبعاد القطاع المصرفي «عن التجاذبات السياسية وعدم المساهة في محاولات بعضهم الهادفة الى تضخيم أي حالات فردية وتعميمها على القطاع المصرفي ككل»، منوهاً بالقرار الذي اتخذته المصارف اللبنانية بدفع حصة لبنان من تمويل المحكمة الخاصة بلبنان، ومعتبراً انها «خطوة مشكورة وتعبر عن شعور عالٍ بالمسؤولية الوطنية التي تتطلبها دقة الاوضاع التي تمر بها المنطقة، وبضرورة التعاون لحماية وطننا من الاخطار وتعزيز الاستقرار فيه». وكان ميقاتي التقى امس، حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وبحث معه في الوضع المالي والمصرفي، واطلع منه على سلامة الوضع النقدي والمصرفي في البلاد، وأكد سلامة «أن لبنان ملتزم تطبيق المعايير الدولية على صعيد القطاع». ولفت إلى «أن التعاون بين المصرف المركزي والمصارف اللبنانية متواصل لحماية هذا القطاع من أي محاولات للاساءة الى سمعته ومتانته». وشدد على «أن الإدعاء القضائي المدني على البنك اللبناني - الكندي وعدد من الصيارفة أمر منفرد، وتتم مقاربته القانونية من خلال القضاء، وهو ما يؤكد عدم استهداف القطاع المصرفي اللبناني ككل». ولفت الى «أن هذه القضية خرجت من التداول الاعلامي إلى القضاء، ويمكن لكل من يريد الهجوم أو الدفاع في هذا الموضوع التوجه إليه. كما يجب عدم البناء على التهم وتوسيع لائحة المدعى عليهم بمجرد أن قرارات الاتهام أتت على ذكرهم. كذلك يجب الابتعاد عن إصدار الأحكام المسبقة المستندة فقط الى الادعاء المقدم من الجهة المدعية، بل يجب انتظار صدور الحكم النهائي عن القضاء المختص». واطلع ميقاتي من الممثل المقيم للصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية في لبنان نواف فارس الدبوس على مشاريع الصندوق، وأكد الدبوس حرص «الصندوق الكويتي على تنفيذ المشاريع بوسائل سليمة ووفقاً للطريقة المثلى التي تمس المواطن اللبناني والذي يحتاج الى مشاريع كهذه»، مشيراً الى ان «عدد المشاريع الكويتية وصل الى 55 مشروعاً، ونفذنا ما يقارب 30 مشروعاً، في حين ان المشاريع المتبقية قيد التنفيذ والمتابعة، وهناك تنسيق متواصل بيننا وبين اللبنانيين لتنفيذها، وهذا ما أدى الى نجاحها». وأشار الى ان البحث مع ميقاتي تناول «أحد المشاريع الواقعة في منطقة طرابلس وتوفير المساعدة في تنفيذها». علاوي يلتقي ميقاتي وبري والتقى ميقاتي الرئيس السابق للحكومة العراقية إياد علاوي الذي اوضح ان البحث تركز على «الوضع العام في المنطقة ووضع العراق ولبنان، ولمست حرصه الكبير على الوضع العراقي وقررنا دعم استقرار لبنان والتحرك عربياً ودولياً في هذا الاطار». وزار علاوي رئيس المجلس النيابي نبيه بري. وكان اجتمع اول من امس، مع الرئيس السابق للحكومة فؤاد السنيورة ورئيس حزب «الكتائب اللبنانية» أمين الجميل الذي اعتبر ان «الخلافات الداخلية في العراق لا تفيد أحداً وفي غير محلها. والمطلوب اليوم العقلانية والإنفتاح واستيعاب الأوضاع الداخلية وكل التناقضات». اما علاوي فاعتبر ان لبنان «ألهم الكثير من العرب في العراق وغيره الأفكار السياسية المهمة التي استطاعت أن تشق طريقها الى الوجود في المنطقة بالكامل». ورأى ان الوضع العراقي «يمر بمرحلة حرجة جداً كما المنطقة بأسرها، وعندما اتكلم عن العراق اتكلم عن الفراغ الذي حصل بعد الإحتلال، وحاولت قوى إقليمية أن تملأه، ويا للأسف لم تستطع القوى العراقية النهوض بدولة المؤسسات التي لا تقوم على الجهوية والطائفية السياسية». وطالب علاوي ب «احتضان عربي للعراق لأن هناك أخطاراً مشتركة تواجه المنطقة بالكامل، من جهات واضحة تحاول الحاق الضرر بهذه المنطقة او التدخل في شؤونها الداخلية. ونحن في لبنان للتشاور مع القادة، وسنذهب الى الدول الأخرى للتشاور مع القادة لأن المصير واحد».