سيول، واشنطن، موسكو - أ ف ب، رويترز - واصلت كوريا الشمالية امس، الإشادة بزعمائها السابقين والحاليين وسط مشاهد شتوية قاتمة من الحداد العام، أعلنت واشنطن انها ترغب في العمل مع النظام الجديد عند انتهاء فترة الحداد الاسبوع المقبل. كذلك أعربت موسكو عن أملها في أن تفي السلطات الكورية الشمالية بالتزاماتها السابقة، بعد وفاة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ إيل. ونقلت وكالة انباء «إنترفاكس» الروسية عن الناطق باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش قوله: «نأمل بأن تحترم الأطراف المعنية الإتفاقات والتفاهمات متعددة الأطراف بما في ذلك تلك التي تتعلق بتسوية المشكلة النووية في شبه الجزيرة الكورية والمشاريع الإقتصادية مع روسيا». وتحدثت وسائل الاعلام الرسمية في بيونغيانغ عن حزن عام، قالت انه شمل خمسة ملايين شخص في بيونغيانغ وحدها، منذ الاعلان عن موت كيم الاثنين والاعلان عن خلافة ابنه كيم جونغ اون. ودعت صحيفة «رودونغ سينمون» التابعة للحزب الى الالتفاف حول «الرفيق العظيم» كيم جونغ اون. وقالت ان الشمال سيحاول تعزيز الصداقة مع البلدان الاخرى ويعزز قدراته العسكرية. وتابعت: «علينا ان نقوي بشكل اكبر القدرات القتالية للجيش الشعبي لنسحق بحزم ومن دون رحمة اي استفزازات من جانب العدو». ولا يتوقع المحللون قلاقل سياسة تذكر في اعقاب موت كيم جونغ ايل، على الاقل في الوقت الراهن، ذلك ان افراد النظام من مصلحتهم الابقاء على الوضع القائم. واشنطن وأعلنت الولاياتالمتحدة، التي خاضت الحرب الكورية الى جانب كوريا الجنوبية ما بين عامي 1950 و1953، انها تريد العمل مع النظام الجديد حينما تنتهي فترة الحداد الرسمية ومدتها 13 يوماً الخميس المقبل. وكان تقويم الناطقة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند في شأن مستقبل الديبلوماسية بين البلدين حذراً غير ان واشنطن اعربت عن املها في استئناف الحوار وتقديم مساعدات غذائية اميركية محتملة للشمال في المستقبل. وقالت نولاند للصحافيين: «طبعاً نريد العمل على هذا الصعيد» في اشارة الى المباحثات. وكان مسؤولون اميركيون وكوريون شماليون اجروا محادثات الاسبوع الماضي في بكين حول إمكان تقديم مساعدات غذائية، فبيونغيانغ تطالب منذ شهور بالمساعدة لمواجهة مع ما تصفه منظمات الاغاثة الاجنبية بنقص غذائي شديد في البلاد. وكان من المفترض ان تتخذ الخارجية الاميركية قرارات ابتداء من الاثنين، غير ان الاجتماعات هيمنت عليها وفاة كيم ومسألة خلافة ابنه الذي لم يختبر الغرب نواياه بعد. ووضعت كوريا الجنوبية جيشها على اهبة الاستعداد الاثنين غير ان البنتاغون اعلن الاربعاء انه لم يشهد قيام الجيش الكوري الشمالي بتحركات غير عادية على الجانب الاخر من الحدود المتوترة بين الكوريتين. وكانت سيول تبنت لهجة تصالحية بعد اكثر من عام من التوترات الشديدة بمحاذاة آخر ما تبقى من حدود الحرب الباردة في العالم، اذ بعثت برسالة تعرب فيها عن تعاطفها مع الشعب في الشمال وقالت انها ستسمح لمجموعات تعبر عن نفسها بصفة خاصة بأن تبعث بتعازيها. وقال الرئيس لي ميونغ-باك للزعماء السياسيين: «اتخذنا تلك الاجراءات لندلل على اننا لسنا عدائيين تجاه كوريا الشمالية». وأضاف ان «استقرار النظام الكوري الشمالي في اسرع وقت يصب في مصلحة الدول المجاورة». وكانت العلاقات بين البلدين شابها التوتر الشديد منذ اتهمت كوريا الجنوبية بيونغيانغ بنسف سفينة حربية في آذار (مارس) 2010 ما اسفر عن مقتل 46 شخصاً. كما قصف الشمال في تشرين الثاني (نوفمبر) العام الماضي جزيرة حدودية ما ادى الى مقتل اربعة كوريين جنوبيين وهدد في وقتها باحتمالات اندلاع حرب. وتوقفت الجهود المستمرة لحض الشمال على وقف برنامجه النووي التسلحي منذ الاعلان عن موت كيم، ومن المقرر ان يتجه المبعوث النووي الكوري الجنوبي الى الصين لبحث سبل احداث تقدم على هذا الصعيد. كما ان المحادثات السداسية حول نزع التسلح النووي توقفت منذ كانون الاول (ديسمبر) 2008، وان بدا ان المفاوضات حول احياء المحادثات السداسية تحرز تقدماً قبل الاعلان عن وفاة كيم السبت الماضي. وتوقعت تقارير ان توافق بيونغيانغ على وقف برنامجها لتخصيب اليورانيوم مقابل تلقي مساعدات غذائية من واشنطن. والقت الصين، الحليف الرئيسي الوحيد لكوريا الشمالية بثقلها خلف كيم جونغ اون بعد ساعات من اعلان موت ابيه، وقدم الرئيس الصيني هو جينتاو تعازيه شخصياً خلال زيارة مفاجئة الى السفارة الكورية الشمالية في بكين الثلثاء.