عم الحداد كوريا الشمالية لليوم الثاني على الزعيم كيم جونغ إيل فيما تستعد لدفنه يوم 27 الجاري، بالتزامن مع فتح أبواب ضريح كومسوسان في بيونغيانغ، لالقاء النظرة الأخيرة على جثمانه. فيما تروج الصحافة الرسمية لنجله الأصغر وخليفته كيم جونغ أون باعتباره «دعامة الشعب» وسط ترقب دولي كبير للتطورات في هذه الدولة المعزولة التي تملك السلاح النووي. وفي إطار بث روح الولاء للزعيم الجديد، بثّت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية بيان نعي ودعم جاء فيه أنه: «في مقدمة ثورتنا يقف الرفيق كيم جونغ ايل، الخليفة العظيم للثورة والزعيم البارز للحزب والجيش والشعب»، مضيفة أن «الرفيق كيم جونغ اون هو الدعامة الروحية والعقائدية لشعبنا». وأعلنت كوريا الشمالية الحداد 13 يوماً تعبيراًَ عن الحزن على رحيل جونغ ايل الذي توفي السبت الماضي، وأبقي خبر الوفاة سرياً لمدة يومين إلى أن أعلنت مقدمة تلفزيونية وهي تذرف الدموع أول من أمس النبأ ودعت الشعب للوقوف وراء الزعيم الجديد. وزار الزعيم الجديد كيم جونغ أون أمس المكان المسجى فيه جثمان والده، والذي يفترض أن يدفن في 27 من الجاري. وذكرت وكالة الانباء المركزية في كوريا الشمالية إن جونغ أون ألقى أمس النظرة الاخيرة على الجثمان في ضريح كومسوسان في بيونغيانغ، حيث يوجد ايضا جثمان مؤسس كوريا الشمالية الشيوعية كيم ايل سونغ الذي توفي في العام 1994. من جانب آخر، أعلن مسؤول عسكري كوري جنوبي أن وحدات من الجيش الكوري الشمالي قطعت تدريبها الشتوي وعادت إلى ثكناتها في الساعات التي أعقبت الإعلان عن وفاة الزعيم الكوري الشمالي. وقال هذا المسؤول الجنوبي، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، لوكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية: «علمنا أن بعض الوحدات التي كانت تقوم بتدريبات شتوية عادت الى قواعدها ليلاً»، موضحاً أن الجيش الكوري الشمالي رفع مستوى تأهبه. لكن سيؤول، التي زادت درجة التنسيق العسكرية الأمني إلى أعلى المستويات مع حليفتها واشنطن، أوضحت أنه لم يسجل أي تحرك غير اعتيادي للجيش الكوري الشمالي منذ الاثنين الماضي باستثناء تجربة صواريخ قصيرة المدى كانت مقررة مسبقاً ولا علاقة لها بوفاة كيم جونغ ايل. وألمحت كوريا الجنوبية التي وضعت قواتها الاثنين في حالة انذار، إلا انها قد تحجم عن مشروع إضاءة أبراج حديدية لمناسبة عيد الميلاد مثير للجدل قرب الحدود مع كوريا الشمالية. وفي مواجهة الارتباك السياسي والاستعداد العسكري الأمني، قدّمت كوريا الجنوبية أمس تعازيها للشعب الكوري الشمالي برحيل زعيمه، لكنّها أعلنت عدم إرسال أي وفد حكومي للمشاركة في مراسم التشييع. وتجلت حالة الارتباك بانقسام السياسيين الجنوبيين إلى معسكرين: الأول، يدفع بأن تقديم المواساة من شأنه أن يسهم في تحسين العلاقات الثنائية، في حين لا يزال الاستياء يعتري المعسكر الثاني من الشمال بسبب إغراق سفينة حربية كورية جنوبية العام الماضي وقيام المدفعية الشمالية في جزيرة جنوبية على الحدود بين الدولتين. وقال وزير شؤون الوحدة في كوريا الجنوبية يو وو إيك إن التعبير عن التعاطف لن يتبعه إرسال وفد عزاء رسمي لبيونغيانغ، مضيفاً أنه سيسمح لأقارب الرئيس السابق كيم داي جونغ بالسفر الى كوريا الشمالية التي كانت أرسلت وفدا للجنوب في عام 2009 بعد وفاته. في المقابل وفي موقف معبر عن خصوصية العلاقة بين البلدين، توجه الرئيس الصيني هو جينتاو إلى سفارة كوريا الشمالية لدى بكين ليقدم تعازيه شخصياً. وكانت الصين، التي تعتبر أحد الحلفاء النادرين لكوريا الشمالية وتريد بأي ثمن تفادي انهيار النظام الكوري الشمالي، اعربت الاثنين عن «تعازيها الحارة» بعد وفاة كيم جونغ ايل. كما اعلنت الحكومة الكوبية الاثنين حدادا رسمياً لمدة ثلاثة أيام حسب ما جاء في بيان بثه التلفزيون الكوبي.