أعرب المغرب عن تقديره العميق لقرار قمة دول مجلس التعاون الخليجي التي استضافتها الرياض، لجهة إرساء خطة الشراكة بينه ودول المنظومة الخليجية. وأصدرت الخارجية المغربية بياناً أوضحت من خلاله أن الرباط «ترى في إقرار آليات إرساء الشراكة النموذجية المتكاملة بينها ودول مجلس التعاون الخليجي مبادرة إيجابية للارتقاء بمستوى العلاقات المتميزة التي تربطهما». ورحبت بالمصادقة على خطة إنشاء صندوق خليجي لدعم المشاريع الإنمائية في المغرب «باعتباره وسيلة من وسائل مواكبة الشراكة المثلى المنشودة بين الطرفين». وكان الحوار بين المغرب والمنظومة الخليجية استعرض آفاق الشراكة المقترحة خلال اجتماعات عدة، آخرها عقد في 19 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي في الرياض. وعقب طلب دول المجلس إلى المغرب والأردن الانضمام إلى هذا التكتل. غير أن البعد الجغرافي واعتماد منهجية التدرج في التكامل حتما الاتفاق على خطة شراكة مفتوحة تطاول التعاون. وأعلنت الرباط منذ البداية ترحيبها بالقرار الذي وصفته بأنه ينم عن تقدير متبادل. لكنها أوضحت أن الانتساب إلى هذه المنظومة عبر أشكال مختلفة من التعاون لا يحول دون استمرار التزاماتها الإقليمية في إطار الاتحاد المغاربي. واقترح العاهل المغربي الملك محمد السادس معاودة فتح»حوار عميق»مع الجزائر لبناء «نظام مغاربي»، في ضوء تعثر الاتحاد الذي تأثر سلباً بالخلافات الثنائية والإقليمية. على صعيد آخر، ذكرت مصادر رسمية أن المغرب سيوفد الأسبوع المقبل بعثة رفيعة المستوى إلى سورية للمشاركة في بعثة جامعة الدول العربية لرصد الأوضاع. وأفاد بيان للخارجية المغربية أن السفير المغربي في نواكشوط عبد الرحمن بن عمرو سيرأس الوفد إلى جانب ديبلوماسيين ونشطاء حقوقيين وخبراء عسكريين وأمنيين. وأوضح البيان أن الوفد سيتوجه إلى دمشق «في إطار مهمة محددة في فترة محددة». وأضاف أن إرسال هذا الوفد « يأتي تمشياً مع القرارات التي اتخذتها جامعة الدول العربية وتنفيذاً لبروتوكول المركز القانوني ومهمات بعثة مراقبي جامعة الدول العربية، الموقع بين هذه الأخيرة والجمهورية العربية السورية، من أجل إنجاح خطة العمل العربية الهادفة إلى التوصل إلى حل للأزمة السورية، بما يحفظ أمن ووحدة هذا البلد العربي الشقيق». يذكر أن المغرب استدعى سفيره في دمشق محمد الأخصاص، بعد تعرض السفارة لهجمات وأعمال عنف، بالتزامن مع استضافة الرباط اجتماع وزراء خارجية الدول العربية في 16 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.