لوس أنجليس - أ ف ب - بعد سنتين من النجاح التاريخي الذي حققه فيلم «أفاتار» الثلاثي الأبعاد، تعيد استديوات هوليوود النظر في استراتيجيتها المتعلقة بهذا النوع من الأفلام بينما يبدو المشاهدون أكثر انتقائية من السابق ويتصاعد الفشل في شباك التذاكر. ويعتبر الخبراء أن على رغم النجاح الذي حققه فيلمان ثلاثيا الأبعاد في نهاية عام 2011 وهما «ذي أدفانتشرز أوف تان تان - ذي سيكريت أوف ذي يونيكورن» لستيفن سبيلبرغ و«هوغو» لمارتن سكورسيزي، فإن على هوليوود اليوم أكثر من أي وقت مضى تحديد الأفلام التي تناسبها تقنية الأبعاد الثلاثية والأفلام التي لا تليق بها هذه التقنية. فلم يعد في وسع صناعة السينما الاعتماد على عبارة «فيلم ثلاثي الأبعاد» لاستقطاب المشاهدين وإقناعهم بإنفاق أموال إضافية من أجل تجربة قد لا تكون بالضرورة ناجحة. ويقول جيف بوك، وهو محلل لدى شركة «إكزيبيتور ريليشنز» التي تنشر كل أسبوع أرقام شباك التذاكر، إن «توزيع الأفلام الثلاثية الأبعاد سنة 2011 لقّن الاستديوات وصالات العرض درساً». ويضيف: «على رغم صدور حوالى 40 فيلماً ثلاثي الأبعاد هذه السنة، شهدت الاستديوات انخفاضاً في عدد الأفلام التي تعتمد تقنية الأبعاد الثلاثية. ويعود السبب إلى أن المشاهدين لم يعودوا مستعدين لدفع مبلغ إضافي من أجل فيلم ثلاثي الأبعاد غير مثير للاهتمام». وانعكست هشاشة تقنية الأبعاد الثلاثية التي أرادتها الاستديوات ترياقاً لأزمة القرصنة وتراجع مبيعات الأقراص المدمجة من خلال فشل أفلام كثيرة هذا الصيف مثل «كونان ذي برباريان» و«غلي» و«سباي كيدز»، وأيضاً من خلال مبيعات أجهزة التلفزة الثلاثية الأبعاد التي جاءت مخيبة للآمال. وأشارت شركة «إن بي دي» المختصة في التسويق إلى أن «المشكلتين الأساسيتين بالنسبة إلى المستهلكين هما سعر أجهزة التلفزيون وضرورة وضع نظارات» خاصة. واضطرت شركة «نينتندو» اليابانية العملاقة إلى خفض سعر جهاز ألعاب الفيديو «نينتندو ثري دي إس» بنسبة 40 في المئة بعد عجزها عن تحقيق مبيعات مرتفعة. وفي هوليوود، أصبح المخرجون بدورهم أكثر تطلباً في ما يتعلق بالأفلام الثلاثية الأبعاد. ويتوقع أن تصدر سنة 2012 أفلام عدة من هذا النوع مثل «من إين بلاك 3» و«ذي أمايزينغ سبايدر مان» و«ذي أفنجرز» و«ذي هوبيت».