باريس - رويترز - تمضي «إرباص» قدماً نحو إنهاء السنة ب 1600 طلب شراء، مقلصة حصة منافستها «بوينغ» من السوق إلى أدنى مستوياتها في تاريخ منافستهما المستمرة منذ 40 سنة. لكن «بوينغ» الأميركية تتمتع بقوة دافعة، قد تمكنها من العودة في وقت يعزز كل من الشركتين قدرات طائراته الأكثر مبيعاً. وعلى رغم أن «بوينغ» استغرقت سنة أكثر من «إرباص» لتعديل طراز رئيس، للوفاء بالطلب على الطائرات الموفّرة للوقود، فإن الشركتين تتمتعان بطلب قوي بفضل النمو في آسيا واستبدال طائرات متقادمة في الولاياتالمتحدة، ما أبطل مفعول أزمة ديون منطقة اليورو. وتشتد المنافسة بين شركتي الطيران المهيمنتين في التسليم، وهو مصدر إيراداتهما ويعتبر معياراً للمنافسة. ويتوقع أن تظل «إرباص» في الطليعة للعام التاسع على التوالي، مع تحقيقها هدفاً قياسياً بتسليم 520 إلى 530 طائرة سنوياً. وتلقت «إرباص» 1529 طلباً هذه السنة، من بينها ثماني طائرات أعلنتها في بيانات تشرين الثاني (نوفمبر). أرقام قياسية وهذا العدد من الطلبات يمثل رقماً قياسياً جديداً لشركة صناعة الطائرات الأوروبية، التي تفوّقت على «بوينغ» من حيث المبيعات في معظم فترات العقد المنصرم، ما أثار احتكاكات تجارية بين أوروبا والولاياتالمتحدة. وتفوّق هذا العام له مذاق خاص بسبب الطلب على النسخة المعدلة من الطائرة «إيه 320 نيو» ذات 150 مقعداً التي تستهلك وقوداً أقل بنسبة 12 إلى 15 في المئة، بفضل محركاتها الجديدة. وردت «بوينغ» بطراز «737 ماكس»، وهو طراز معدّل لأكثر طائراتها شعبية يضم محركات جديدة موفرة للوقود. ويقول كل من الشركتين إن طرازها هو الأفضل ويستند في ذلك إلى بيانات. وتبلغ الطلبات الإجمالية ل «إرباص» 1609 طلبات، منها صفقة تضم 80 طائرة كانت الشركة أعلنتها في وقت سابق مع شركة «ريبابليك إروايز»، ولم تسجلها على الفور في دفتر طلباتها. ولم تؤكد طلبات مبدئية ل 174 طائرة «إيه 320 نيو» ربما تؤكد خلال الأيام المقبلة. ويشمل الرقم طلبات موقتة ل 63 طائرة من «فولاريس» المكسيكية و «افيانكا تاكا» الكولومبية. وفي المقابل، تلقّت «بوينغ» 894 طلباً في العام الحالي. وانتعش نشاطها منذ العام 2010، لكن تراجعت عن «إرباص» في سباق العام الجاري، بعد ترددها في صنع طائرة جديدة على حساب المبيعات في الأجل القصير. وقال الرئيس التنفيذي لشركة «أي إيه دي أس» مالكة «إرباص»: «ترددت «بوينغ» لتسعة شهور، وتركت «إيه 320 نيو» منفردة في السوق». وتركت «بوينغ» الصدارة لمنافستها العام الجاري من حيث حجم الطلبات، لكنها قد تحصل على مزيد منها قبل نهاية السنة. ويكمن التحدي في أن تحقق «بوينغ» حصة سوقية نسبتها 40 في المئة هذه السنة، وهو الحدّ الأدنى من نطاق 40 إلى 60 في المئة يعتبره الكثير من المحللين الحدّ المناسب لمنافسة مستقرة بين الشركتين. وتبلغ الحصة السوقية ل «بوينغ» 37 في المئة، وعليها بيع 180 طائرة نهاية العام الجاري لتحقيق نسبة الأربعين في المئة. ولديها نحو 800 طلب موقت لطائرات «737 ماكس»، من بينها 462 طائرة لم تعلن بعد عن أسماء الشركات التي طلبتها.