أثارت المعلومات التي كشفها وزير الدفاع اللبناني فايز غصن أول من أمس، عن دخول عناصر من تنظيم «القاعدة» إلى لبنان من طريق بلدة عرسال الحدودية مع سورية وعمليات تهريب سلاح، موجة استنكار أمس، أولها من قبل البلدة المذكورة ومن نواب من المعارضة في المنطقة. وسأل عضو كتلة «المستقبل» النائب جمال الجراح في مؤتمر صحافي عقده في المجلس النيابي عما إذا كان غصن «سيكشف لمجلس الوزراء عن الخرق الأخير الذي أدى إلى استشهاد المواطن خالد فليطي (من بلدة عرسال) وظروف عملية المداهمة الأخيرة التي تمت في البلدة وملابساتها والعناصر التي اشتركت، أم أن هذا الأمر لا يعنيه وخارج اهتمامه أم أن هذا الخرق في حق اللبنانيين والاعتداء على ممتلكاتهم وكرامتهم يتم من شقيق، وبالتالي الأمر عادي». ووصف اتهام غصن بأنه «خطير وموجه إلى أهالي عرسال ويؤشر لأمر ما يجري إعداده لهذه البلدة معاقبة لها على احتضانها للأخوة السوريين النازحين الهاربين من القمع الذي يجري في سورية. وهناك محاولة لزج الجيش اللبناني الذي نحترمه ونقدره في صراع ومواجهة مع الأهالي»، وقال: «من أجل ذلك نقول للجيش اللبناني أن يتحلى بالحكمة والروية كعادته وألا ينزلق إلى هذا الأمر الخطير». واستنكر الجراح «تجاهل رئيس تكتل التغيير والإصلاح النيابي ميشال عون أول من أمس، مقولة أن ليس هناك أي شيء يجري في بيروت وليس على علمه أنه يوجد أي أحداث في بيروت»، وقال: «نعرف أن إدراك الجنرال عون لا يمكن أن يتعدى حدود الصفقات التي تحصل في وزارتي الطاقة والاتصالات والتي سنكشف عنها للرأي العام اللبناني قريباً وبالبراهين، ونعرف أن حدود معرفته ومتابعته وقلقه لا يمكن أن تتجاوز حدود محكمة التمييز العسكرية حيث ملف فايز كرم». وحمل الجراح على موقف إعلامي لعضو التكتل النائب إبراهيم كنعان قال فيه إن نواب «المستقبل» أقروا بوجود اختلاسات وسرقات واختلالات، مؤكداً أن «هذا الأمر غير صحيح، ونحن نطالب الرئيس نبيه بري بكشف هذا المحضر، لأن دور المجلس النيابي عندما تصل الأمور إلى هذا المستوى من الكذب أن يكشف المحضر». وقال: «هناك اختلاسات قام بها الجنرال عون أثناء توليه رئاسة الحكومة وأظهرنا المستندات وكشف الحساب الذي كانت تودع فيه الأموال وأظهرنا التحويلات إلى الخارج باسمه وباسم زوجته، وهناك قرار قضائي وقرار من وزير الدفاع آنذاك بمطالبته بهذه الأموال وإعادتها إلى الدولة وهذا ما هو مثبت بالوثائق وأعلنا عنه وسنعلن عنه لاحقاً في بقية المستندات». واعتبر عضو الكتلة نفسها احمد فتفت «ان هذا الموضوع إما يكون جدياً وإما غير جدّي، ففي الحال الأولى المطلوب من الدولة ووزير الدفاع والجيش اللبناني أمران: أولاً الانتشار على الحدود لحمايتها من أي تسلل، الأمر الذي نطالب به منذ سنوات، وثانياً تكوين ملف قضائي لإصدار مذكرات يُنفذها الجيش أو قوى الأمن الداخلي لتغطية الموضوع بكلّ أوجهه». وقال فتفت بعد زيارته رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع: «أما اذا كانت هذه حجة لمحاولة اجتياح أمني لهذه المنطقة والتنكيل بأهلها تحت عناوين ضرب المعارضة السورية واللاجئين السوريين المدنيين، فهذا الموضوع مختلق من أساسه». مخاتير عرسال واستنكر مخاتير عرسال ومجلسها البلدي في بيان تصريح غصن، مؤكدين رفضهم له ومطالبين بأن تكون هذه المعلومات «دافعاً لنشر الجيش اللبناني على الحدود اللبنانية - السورية في منطقة عرسال لمنع الخروق السورية المتكررة للسيادة اللبنانية ومنع التهريب والادعاءات الكاذبة في آن معاً». وناشد المخاتير والبلدية رئيس الحكومة نجيب ميقاتي «أن يضع يده على هذه القضية»، كما ناشدوا «جميع الحريصين على السلم الأهلي عدم الانجرار وراء الادعاءات والإشاعات المغرضة». واكدت منسقية «تيار المستقبل» في عرسال - الهرمل أن عرسال «كانت وستبقى بلدة المقاومة الوطنية الأولى وهي لم ولن ترفع إلا العلم اللبناني، ولم تعتد يوماً على أحد ولم تؤو يوماً جاسوساً أو دافعت عنه أو ساومت لإخلاء سبيل عميل مدان محكوم، وأبناء عرسال هم أوائل أبناء المؤسسة العسكرية وسقط لهم الكثير من الشهداء كان آخرهم ثلاثة في نهر البارد».