كشف وزير الدفاع اللبناني فايز غصن امام مجموعة من ضباط الجيش اللبناني عن «معلومات تتحدث عن عمليات تحصل على بعض المعابر غير الشرعية لا سيما في عرسال (شرق لبنان) لتهريب اسلحة ودخول بعض العناصر الارهابية التابعة لتنظيم «القاعدة» تحت ستار انهم من المعارضة السورية». وشدد غصن على ان «ضبط هذه العمليات ومنعها من مسؤولية الجيش والقوى الامنية بالدرجة الاولى، لكنها في الوقت نفسه مسؤولية وطنية تقع على عاتق جميع الفرقاء اللبنانيين»، مؤكداً «انه سيطرح هذه القضية على مجلس الوزراء وسيفند ما في حوزته من معلومات لوضع الجميع امام مسؤولياتهم». وجدد غصن امام وفد من كبار الضباط في قيادة الجيش قدم له التهنئة لمناسبة الاعياد «ثقته بالجيش اللبناني وقيادته الحكيمة التي تمكنت على اكثر من مفترق خطير من تجنيب لبنان رياح الفتنة والانقسام». وقال: «ان المهمات الملقاة على عاتق الجيش في هذه المرحلة كبيرة وضخمة، ان في الجنوب حيث ينفذ مهماته الامنية بالتعاون مع قوات «يونيفيل» لترسيخ حال الاستقرار على رغم محاولات أعداء لبنان المتكررة العبث بالأمن من خلال الصواريخ المشبوهة، والتي تصب في مصلحة العدو، او على الحدود مع سورية حيث يقوم الجيش بضبط الحدود». معلومات مديرية المخابرات وقالت مصادر وزارية ل «الحياة» إن رؤساء الجمهورية ميشال سليمان والمجلس النيابي نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي أحيطوا علماً بما صرح به غصن وإن قائد الجيش العماد جان قهوجي كان وضعهم في أجواء «معلومات لمديرية المخابرات في الجيش من جهات أوروبية». وأكدت المصادر نفسها، بحسب ما نقل العماد قهوجي إلى أركان الدولة، أنه ثبت لمديرية المخابرات أن المعلومات التي تلقتها من جهات غربية صحيحة ودقيقة وأن قوة من الجيش توجهت في 22 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي إلى عرسال لتوقيف الشخص الوارد اسمه على أنه لبناني في هذه المعلومات، على ذمة التحقيق، لكن عشرات من أهالي البلدة تجمعوا ما حال دون ذلك. ولفتت إلى أن وحدات الجيش ما زالت تتعقب هذا الشخص لتوقيفه للاستماع إلى إفادته. وقالت إنه سبق لميقاتي وبناء لهذه المعلومات أن حذر من اللعب بالأمن والاستقرار باعتبارهما خطاً أحمر وأن للجميع مصلحة في الحفاظ عليهما. وأوضحت المصادر أن ما قاله غصن لم يطرح في جلسات سابقة لمجلس الوزراء، لكن وزير الدولة نقولا فتوش كان أثار موضوع السوريين النازحين إلى لبنان، لا سيما الموجودين في عكار وقال: «لا يوجد نازحون ولا لاجئون وهناك من يبالغ في عددهم». واتهم فتوش كما قال عدد من الوزراء ل «الحياة» هؤلاء بالتحريض على النظام السوري والقيام بعمليات تخريبية وطالب بتسليمهم إلى السلطات السورية بموجب الاتفاقات الأمنية المعقودة بين البلدين. ورد وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور قائلاً: «لا نسميهم نازحين ولا لاجئين ونعتبرهم أخوة وافدين من سورية ونقارب المسألة من زاوية إنسانية بعيداً من التسييس والاستغلال». وقال نائب رئيس بلدية عرسال أحمد فليطي ل «الحياة»: «فوجئنا بما صدر عن الوزير غصن ونستغرب قوله إن عناصر تابعين لتنظيم «القاعدة» يدخلون البلدة تحت ستار أنهم من المعارضة السورية ولا نعرف من أين جاء بكل هذه المعلومات». ونفى أن يكون هناك أي موقوف في البلدة بتهمة الانتماء إلى «القاعدة». وقال: «حضرت منذ فترة دورية من الجيش إلى عرسال لتوقيف شخص سوري مقيم في البلدة، لكن الأهالي وقفوا في وجهها وحالوا دون توقيفه لأنه معروف منهم ولا يتدخل في الشأن السياسي ولا علاقة له بما نسب إليه من تهم بتهريب السلاح». وذكرت مصادر أخرى أن الدورية التي دخلت البلدة كانت تبحث عن سوري معارض فلم تجده لكنها سعت إلى توقيف الشخص السوري الذي قال الأهالي إنه لا يتعاطى السياسة. وكان غصن التقى مدير المنظمات الدولية في الخارجية الفرنسية نيكولا دو ريفيير، وأعلنت السفارة الفرنسية لدى لبنان في بيان أمس، ان دو ريفيير زار لبنان في اليومين الماضيين، والتقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وغصن، كما أجرى محادثات في رئاسة الجمهورية ومجلس النواب ووزارة الخارجية. وتطرق إلى «المراجعة الإستراتيجية لقوات يونيفيل التي تجريها حالياً دائرة عمليات حفظ السلام في الأممالمتحدة، والتي توليها فرنسا أهمية كبرى، واكد بقاء فرنسا على حضورها في يونيفيل من أجل الحفاظ على استقرار لبنان والمنطقة.