ما الفائدة المرجوة من وجود النجوم الأجانب في ملاعبنا؟ المفروض أن تكون الإجابة أن الفائدة منوعة منها الفنية والمادية وأيضاً السلوكية، والأخيرة مهمة جداً في نظري، وهي تكمن في تعلم اللاعب المحلي من أسلوب حياة النجم الاجنبي المحترف. نريد من لاعبينا أن يكونوا محترفين، أن يصبحوا محترفين بنسبة 100 في المئة، نطالبهم بالسيرعلى النظام الاحترافي، نضرب لهم أمثلة في الاجانب الذين يتوافدون الى ملاعبنا .. تعلموا منهم .. انظروا كيف أصبحوا نجوماً عالميين! منذ عودة اللاعب الاجنبي للملاعب الإماراتية في موسم 98-99، كان لدينا نجوم تمثل القدوة والنموذج للاعبين، عينة بسيطة فقط أستعرضها لكم، النجم الغاني عبيدي بيليه والنجم الليبيري جورج ويه، والسيراليوني لامين كونتي، المغربي رشيد بن محمود، هؤلاء وآخرون قدموا لنا نموذج «اللاعب الأجنبي المثالي»، ولا يزالون في ذاكرتنا وذاكرة اللاعبين. الآن، من المفترض أن تكون خبرتنا في اختيار اللاعب الأجنبي أفضل مما سبق، بحكم خبرة التجارب طوال 13 عاماً من عودة الاجانب لملاعبنا، وينبغي أثناء اختيار اللاعبين الاجانب الاهتمام بسلوكه مثلما نهتم بمستواه الفني والعائد التسويقي والترويجي للنادي. لكن ما يحدث في «النسخة العالمية» لكرة الإمارات هذا الموسم، يصعب تفسيره الا بحالتين فقط، سوء اختيار الاندية للأجنبي أو عدم قدرة الأندية على التعامل مع «النجوم الأجانب». كيف نصف ما قام به النجم البرازيلي جاكسون كويلهو والملقب «جاجا» عندما أرسل رسالة نصية لأحد موظفي نادي أهلي دبي، يبلغه فيها بالسفر الى البرازيل لظروف خاصة، من دون إبلاغ إدارة ناديه التي تعاقدت معه ب4.5 مليون يورو! كيف نطالب لاعبينا بأن يحتذوا باللاعب الاجنبي الذي يقود سيارته ويصبح خطراً محتركاً في الشوارع لانه لم يكن في «وضعه الطبيعي»؟ والمؤلم جداً أنه يلعب بعد أيام في الدوري وكأن شيئاً لم يكن! مع العلم بان حالة «الوضع غير الطبيعي» حدثت مرتين في مدينتين مختلفتين خلال شهر واحد فقط! بماذا نصف تصرف التشيلي اديسون بوتش الذي اختلف مع مدربه مارادونا ورفض الأخير مشاركته أساسياً في المباريات، فقام «المحترف» بمغادرة معسكر الفريق بتاكسي متوجهاً الى منزله! كيف نصف تصرف نجم كبير بحجم الفرنسي ديفيد تريزيغيه الذي قام بكل برود بطلب فسخ عقده مع ناديه بني ياس، متناسياً أن النادي صرف مبالغ لاستقطابه حتى يستفيد منه في مشاركته المختلفة، وذلك لانه لم يتأقلم بعد مع الفريق والوضع! كيف نصف تصرف الغيني اسماعيل بانجورا عندما اعترض على الحكم المساعد بسبب حالة تسلل احتسبت ضده قائلاً: «هل تقاضيت أموالاً؟!» طالما الأندية لا تستطيع اختيار الاجنبي المناسب، ولا تستطيع التعامل معه بحزم والتزام، فلا يخرج أحد من المسؤولين أو النقاد ليتهم اللاعبين المحليين بعدم الالتزام والاستهتار وأن الاحتراف لديهم مجرد رواتب ومميزات؟ فاللاعبون ينظروا الى الاجنبي كنموذج سواء كان سلبياً أم إيجابياً .. حتى لو جاء وغادر برسالة نصية. [email protected]