دبي، بوسطن - رويترز - أُذيع هذا الاسبوع تسجيل مصور لأنور العولقي رجل الدين الاميركي المولد المرتبط بتنظيم «القاعدة» والذي قتل في ضربة صاروخية اميركية في ايلول (سبتمبر) الماضي، وحض العولقي في التسجيل المسلمين الاميركيين على الانضمام الى شبكة الجماعة في الشرق الاوسط. وقتل العولقي الذي وصفته الولاياتالمتحدة بأنه «رئيس العمليات الخارجية» لفرع «القاعدة» في اليمن، في هجوم على بلدة يمنية نائية بصواريخ اطلقتها طائرات من دون طيار تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية. وقال العولقي في التسجيل المصور الذي بث في مواقع اسلامية على الانترنت: «نصيحتي لكم هي ان لديكم خيارين: إما الهجرة أو الجهاد وإما ان تغادروا اميركا أو تقاتلوا مع من قاموا بواجبهم في القتال في سبيل الله. أخص بدعوتي هذه الشباب وأدعوهم ان يجاهدوا في الغرب او يشاركوا إخوانهم في الجبهات في افغانستان والعراق والصومال. وأدعوهم الى ان يشاركونا في جبهتنا الجديدة اليمن التي سينطلق منها جهاد الجزيرة العربية التي سينطلق منها أعظم جيوش الاسلام». واتهمت واشنطن العولقي بأنه كان ضالعاً في محاولة فاشلة ل «تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية» لنسف طائرة ركاب اميركية اثناء رحلة الى الولاياتالمتحدة في 2009 وكانت له اتصالات باختصاصي نفساني في الجيش الاميركي قتل 13 شخصاً في قاعدة عسكرية اميركية في العام نفسه. وتضمن التسجيل المصور رسالة الى الشعب الاميركي اصدرها العولقي في آذار (مارس) 2010. لكن خدمة «سايت» لمراقبة المواقع الاسلامية على الانترنت والتي ترصد البيانات الجهادية، اعتبرت ان دعوة العولقي المسلمين الاميركيين للانضمام الى «القاعدة» في الخارج لم تظهر في ذلك التسجيل على رغم انه جرت الاشارة اليها في مجلة الكترونية يصدرها جناح «القاعدة» في اليمن. وفي تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، ألقت شرطة نيويورك القبض على احد أتباع العولقي للاشتباه بقيامه بتصنيع قنبلة أنبوبية لاستخدامها ضد جنود اميركيين عائدين من العراق وأفغانستان. طارق مهنا على صعيد آخر، وجدت هيئة محلفين في بوسطن ان طارق مهنا الذي درس في جامعة ماساتشوستس، مذنب بتهمة دعم تنظيم «القاعدة» من خلال ترجمة رسائل عربية ودعم متشددين بالسفر الى اليمن للتدرب على الارهاب. ووجدت هيئة المحلفين ان مهنا (29 سنة) مذنب في التهم السبع الموجهة اليه ويواجه حكماً محتملاً بالسجن مدى الحياة. واعتقل مهنا عام 2009 ووجهت اليه تهمة «تقديم والتآمر لتقديم دعم مادي الى ارهابيين»، كما اتهم بالتآمر لأجل القتل في بلد اجنبي والكذب على مسؤولي تنفيذ القانون. وقال ممثلو الادعاء ان المتهم الذي يحمل درجة الدكتوراة من كلية الصيدلة والعلوم الصحية في ماساتشوستس استجاب لدعوة بالتحرك من زعيم «القاعدة» اسامة بن لادن للقتال ضد القوات الاميركية. وأشاروا الى انه سافر الى اليمن عام 2004 للسعي الى الحصول على تدريب على الارهاب لكنه لم يتلق هذا التدريب على الاطلاق وخطط للسفر الى العراق لقتال القوات الاميركية. وقالوا ايضاً انه ترجم لقطات فيديو ونصوصاً من العربية الى الانكليزية ووزعها على الانترنت لدعم «القاعدة». وقال محامو الدفاع ان مهنا وهو مواطن اميركي كان يحاول فقط ان يعرف اكثر عن التراث الاسلامي بدراسة الشريعة وترجمة نصوص قديمة. وسافر الى اليمن لزيارة مدارس كان يأمل ان يدرس فيها. وقال محامو الدفاع ان مهنا كان يعارض علناً الوجود العسكري الاميركي في العراق وأظهر اعجابه بجهود بن لادن لطرد القوى الاجنبية من الدول المسلمة. ولم يعمل ابداً مع تنظيم «القاعدة» ولم يكن له اتصال مباشر بالتنظيم. ومن بين شهود المحاكمة احد اصدقاء مهنا وهو دانيال مالدونادو من نيو هامبشير ويقضي عقوبة السجن لمدة عشر سنوات لحصوله على تدريب عسكري لدى «القاعدة». ونشر مكتب التحقيقات الفيديرالي (إف بي آي) أجزاء من مدونات يزعم ان مهنا كتبها في شأن رجاء الشهادة ونصوص محادثات هاتفية بين مهنا ومالدونادو. وولد مهنا في بنسلفانيا ونشأ في سودبيري وهي ضاحية في غرب بوسطن.