ذكر مدير برنامج «السكينة» الإلكتروني السعودي عبدالمنعم المشوح ان عدد المواقع الإلكترونية المتعاطفة مع تنظيم «القاعدة»، والتي تستخدم اللغة الإنكليزية، ارتفع من 30 موقعاً منذ نحو سبع سنوات إلى 200 موقع حالياً، فيما انخفض عدد المواقع المتعاطفة مع «القاعدة» وتستخدم اللغة العربية من 1000 قبل سبع سنوات إلى نحو 50 موقعاً في الوقت الراهن، وذلك بفضل جهود الحكومات حول العالم، ولإغلاق تلك المواقع في سياق مكافحة التطرف الإسلامي على شبكة المعلومات العالمية (الإنترنت). ونسبت وكالة «أسوشيتد برس» إلى خبراء أميركيين مختصين بتعقب الأنشطة المتطرفة على أثير «الإنترنت» قولهم إن تزايد عدد المواقع الإلكترونية المتطرفة باللغة الانكليزية يعمل على زيادة نشر رسالة «القاعدة» إلى مسلمي البلدان الغربية. إذ إن تلك المواقع تقوم بترجمة مؤلفات وخطب لم يكن بمستطاع الناطقين بالإنكليزية الاطلاع عليها، ومن بينها أفكار المتشدد اليمني أنور العولقي الذي تبادل عشرات الرسائل البريدية إلكترونياً مع الاختصاصي النفسي في الجيش الأميركي الميجور نضال حسن مالك المتهم بقتل زملائه في قاعدة فورث هود العسكرية بولاية تكساس. ويبدو ان العولقي الأميركي المولد كان ملهماً لعدد كبير من المتشددين الذين قبض عليهم في الولاياتالمتحدة وكندا خلال الأعوام الماضية، إذ عثر على عدد من مواعظه الإلكترونية على أجهزة الكومبيوتر التي صودرت منهم. وقال المحقق الأميركي المتخصص في الأبحاث المتعلقة بالمتشددين الإسلاميين إيفان كولمان: «إذا نظرت إلى الوثائق الأكثر تأثيراً في المتهمين بقضايا الإرهاب محلياً، ستجد أنها ليست الأدلة التي ترشد إلى صنع القنابل، بل تلك التي يكتبها المنظرون الدينيون الذين قد لا يكون كثيرون منهم أعضاء رسميون في تنظيم «القاعدة». ويرى الخبراء ان معظم المواقع الإلكترونية المتطرفة لا تديرها «القاعدة» ولا تقوم بتوجيهها، لكنها توفر أداة قوية لتجنيد المتعاطفين مع قضية «الجهاد» ضد الولاياتالمتحدة. ولاحظوا ان «القاعدة» سعت منذ فترة طويلة إلى الوصول إلى الجمهور الغربي، ولذلك ظلت تحرص على ان تكون الشرائط المرئية الصادرة عن زعيمها أسامة بن لادن ونائبه أيمن الظواهري مصحوبة بترجمة انكليزية. بيد ان ترجمة المؤلفات والمواعظ التي تمثل الخلفية الفكرية لأيديولوجيا «القاعدة» هي التي تقوم بالدور الأكبر في إزالة حاجز اللغة. ويقول كولمان إن عظات العولقي عثر عليها في أجهزة الكومبيوتر الخاصة بكل إرهابي تم اعتقاله في الولاياتالمتحدة. ويدعو العولقي (38 عاماً) الذي يعيش متخفياً في اليمن في موقعه الإلكتروني المسلمين إلى القتال ضد الولاياتالمتحدة التي يتهمها بشن حرب على الإسلام في العراق وأفغانستان. وكان الميجور نضال حسن الذي اتهم بإطلاق النار في قاعدة فورث هود قد اتصل بالعولقي قبل نحو عام. وأبلغ العولقي صحيفة «واشنطن بوست» في مقابلة أجرتها معه بأنه لم يمارس ضغوطاً على حسن للقيام بإطلاق النار. بيد ان العولقي وصف الميجور حسن بعد الحادثة بأنه «بطل». والتقى العولقي اثنين من منفذي هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 في مساجد كان يخطب فيها في الولاياتالمتحدة. وبعد عودته لليمن اعتقل أكثر من عام للاشتباه بتورطه مع عصابة تقوم بعمليات اختطاف. لكن السلطات اليمنية اضطرت لإطلاقه بعدما أخفقت في العثور على دليل يؤكد صلته ب «القاعدة»، وتقول الآن إنها تبحث عنه للاشتباه في أنه ربما كانت له علاقات مع ذلك التنظيم. وقال المشوح إن العلماء أمثال العولقي «أشد خطورة من أي جماعة أخرى». وزاد: «إذا تم اعتقالهم فإن ذلك لن يشكل خسارة تذكر ل»القاعدة» لأنهم لا ينتمون إلى شبكتها». ورأت مديرة مجموعة «سايت» الاستخبارية الأميركية ريتا كاتز ان تزايد المواقع الإلكترونية المتطرفة التي تستخدم الإنكليزية يعني ان من يمكن ان يصبحوا «جهاديين» يمكنهم الاكتفاء بمعرفة لغاتهم الأم، ومع ذلك يمكن تحولهم إلى التشدد والتطرف.