أعربت دول مجلس التعاون الخليجي في ختام قمتها العادية في الرياض أمس (الثلثاء) عن «بالغ القلق» حيال استمرار التدخلات الإيرانية، مطالبة طهران ب«الكف عن هذه السياسات والممارسات». وعبّر البيان الختامي عن «بالغ القلق لاستمرار التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية» لهذه الدول و«محاولة بث الفرقة، وإثارة الفتنة الطائفية بين مواطنيها، في انتهاك لسيادتها واستقلالها». كما أكد القادة «متابعة مستجدات الملف النووي الإيراني بقلق بالغ، وأهمية التزام إيران بالتعاون التام مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية»، مشددين على «جعل منطقة الشرق الأوسط بما فيها الخليج العربي، خالية من أسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية». وأعلن قادة دول مجلس التعاون الخليجي في ختام قمتهم العادية في الرياض أمس إنشاء صندوق تنمية بحجم خمسة بليون دولار للأردن والمغرب، مؤكدة في الوقت ذاته أنها تسعى إلى «شراكة» مع البلدين. وذكر البيان الختامي أن القمة قررت «إنشاء صندوق خليجي يبدأ بتقديم الدعم لمشاريع التنمية» في الأردن والمغرب، «بمبلغ بليونين ونصف البليون دولار لكل دولة، وكلّف وزراء المالية في دول المجلس دراسة النظام الأساسي والهياكل المطلوبة لذلك». كما وافقت على «دراسة مجالات التعاون المشترك وتشكيل لجان التعاون المتخصصة في هذا الشأن وصولاً إلى الشراكة المنشودة». وتأسس مجلس التعاون العام 1981 من الدول الخليجية الست أي المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، والكويت، والبحرين، وقطر، وسلطنة عمان. وجدّد القادة الخليجيون دعمهم الكويت في خلافها مع بغداد حول تشييد ميناء مبارك الكبير، في حين دعا وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل العراق إلى «توضيح سياسته». وأكّد القادة في ختام قمتهم العادية في الرياض «دعم موقف الكويت بشأن إنشاء ميناء مبارك الكبير باعتباره يقام على أرض كويتية وضمن ميناهها الإقليمية، وعلى حدود مرسومة وفق قرارات الأممالمتحدة». وكان إنشاء الكويت لميناء مبارك الكبير في جزيرة بوبيان أثار غضب العراق الذي يعتبر أن موقع إنشاء الميناء سيعوق وصوله إلى مياه الخليج التي تعد منفذه الرئيسي لبيع نفطه، وهي الاتهامات التي رفضتها السلطات الكويتية. وشدّد القادة في بيانهم الختامي على «ضرورة استكمال العراق تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي كافة، ومنها الانتهاء من مسألة صيانة العلامات الحدودية، والتعرف على من تبقى من الأسرى والمفقودين وإعادة الممتلكات والأرشيف الوطني الكويتي». كما جدّد القادة مواقفهم تجاه العراق و«احترام استقلاله ووحدة أراضيه وسلامته الإقليمية، وعدم التدخل في شؤونه الداخلية تجنباً لتقسيمه». ودعوا «جميع الأطراف والمكونات السياسية في العراق إلى تحمل مسؤولياتهم لبناء عراق آمن موحد مستقر ومزدهر بعد الانسحاب الأميركي».