أكد الخبير الزراعي المهندس محمد حبيب بخاري ل «الحياة» أن السعودية تعاني شحاً في مخزونات المياه، إذ توجد بها ثماني مخزونات مائية وخلال ال 30 سنة الماضية تم استهلاك حوالى خمسة تريليون متر مكعب في زراعة القمح، فيما الماء الموجود غير كافٍ. ولفت بخاري إلى تساؤل مهم حول كيفية حصول الأجيال القادمة على الماء، كاشفاً أنه في الوقت ذاته تتم سرقة مخزونات المياه الخاصة بالمملكة ، وقال: «الأردن تقوم بسحب كميات كبيرة من مخزون المياه، ولا أحد يعلم أين تذهب هذه المياه، وماهي الكميات التي تأخذ، كما أن العراق يعمل على مشروعٍ كبير جداً في غربه، وهو زراعة 40 مليون نخلة، وهذا سيتم في صحراء قاحلة، وهذا العدد من النخيل لن تكفيه مياه نهري دجلة والفرات بأكملها لذلك سيتم استخدام المخزون المشترك مابين المملكة والعراق، أيضاً الكويت حفرت 60 بئراً ارتوازية وبعد حفرهم لها لم يستطيعوا التحكم بها لذلك رصد مجلس الأمة الكويتي في العام الماضي 60 مليون دينار لقفل هذه الآبار والتخلص منها، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو ،هل استخدامات الدول المجاورة لهذا المخزون الاستراتيجي بموجب اتفاقات دولية موقعة بينها وبين المملكة ليتم السحب من هذه المياه بمقادير معلومة، وحسب حجم الرقعة الداخلة ضمن حدود الدولة؟، وهذا دليل على أن مياه المملكة تتم سرقتها من دون أن يلتفت لها أحد». وأوضح الخبير الزراعي أن المملكة لا يوجد بها إدارة للمياه، وهي علم جديد يقوم العالم أجمع باستخدامه، ويضيف: «إن جل اهتمام المملكة هو في بناء السدود حيث يوجد في المملكة ما يقارب 285 سداً، ومن المفترض أن تكون الطاقة التخزينية لها أكثر من بليون متر مكعب، ولكن المخزون الفعلي خلف هذه السدود لا يتجاوز 200 مليون، ولذلك فنحن بنينا سدوداً بلا قيمة أو فائدة، والدليل على ذلك وادي بيشة». واستند بخاري على درسٍ أعده، خلص فيه إلى أنه من المفترض عمل سدودٍ جوفية، وهي عبارة عن سدود في باطن الأرض على غرار السد الجوفي الذي تم بناؤه في وادي نعمان، موضحاً أن ثمة مناطق في المملكة تعتبر المياه فيها متجددة بفعل هطول الأمطار وجريان الأودية، وهي المنطقة الواقعة على الساحل من الليث إلى جازان، مشيراً إلى أنه يجب بناء 72 سداً جوفياً في هذه المنطقة. وبين أن تكلفة السدود الجوفية، «بسيطة جداً فهي لا تتجاوز 20 في المئة من تكلفة السدود العادية، هذا بالإضافة إلى قدرتها على تخزين كميات كبيرة جداً من المياه تتراوح مابين سبعة إلى تسعة بلايين لتر مكعب من المياه في سنتين أو ثلاث سنوات حسب الدرس، لافتاً إلى أن هذه الكمية تسد حاجة المياه في المدن لمدة ثماني سنوات في حال عدم هطول الأمطار.