بدأت في القاهرة أمس جولة جديدة من الحوار بين حركة «فتح» برئاسة عضو لجنتها المركزية عزام الأحمد وبين حركة «حماس» برئاسة نائب رئيس مكتبها السياسي موسى أبو مرزوق، وذلك غداة لقاءات ثنائية عقدها مسؤولون مصريون مع الجانبين. وعقب الجلسة، صرّح عضو المكتب السياسي ل «حماس» عزت الرشق: «اتفقنا في الجلسة الصباحية على جدول الأعمال، وهو التحضير للاجتماع الشامل للفصائل بعد غد، وقمنا بمراجعة ما تم الاتفاق عليه في الجولات الماضية وفي اتفاق المصالحة... وقررنا متابعة إجراءات بناء الثقة بين الطرفين، وهي تشمل ملف المعتقلين وموضوع القضايا الإجرائية وحرية حركة المواطنين وجوازات السفر وغيرها من المسائل والقضايا الأخرى التي تم الاتفاق على مناقشتها مثل الحكومة وقضية الانتخابات». وأكد أنه تم خلال النقاش إنجاز جزء في موضوع بناء الثقة والمعتقلين، مضيفاً: «وحتى تتم الترجمة على الأرض، اتفقنا على تفعيل اللجنة المشتركة السابقة الخاصة بملف المعتقلين وبإشراف المعنيين في جهاز المخابرات المصرية، إذ سيقوم طاقم من المخابرات المصرية بمتابعة ملف المعتقلين في الضفة الغربية وقطاع غزة للتأكد من سلامة الإجراءات وفق ما هو متفق عليه من أجل إنهاء هذا الملف». من جانبه، صرح الاحمد بأن الورقة المصرية هي الأساس، وأن ما يجري ليس حواراً جديداً بل البحث في آليات تنفيذ هذه الورقة. وأضاف: «هذه المرة الأولى التي نبدأ فيها ببحث موضوع آليات تنفيذ المحاور الخمسة الواردة في الورقة المصرية: الانتخابات، موضوع المصالحة المجتمعية، الحكومة، الأمن ومنظمة التحرير». وتابع: «نأمل في أن تكون جلسة اليوم مفصلية، وتحدد المسار إلى أين نحن سائرون»، متسائلاً: «والسؤال المهم الذي نطرحه: هل ستتغلب القوى التي تريد وضع العصي في عجلة المصالحة؟»، متابعاً: «علينا أن نضاعف جهودنا للتصدي لهذه المحاولات الرامية لإفشال الحوار، سواء كانت محلية أم إقليمية أم دولية، ومن هنا علينا مضاعفة جهودنا حتى نتمكن من تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في لقاء الرئيس مع (رئيس المكتب السياسي لحماس خالد) مشعل» أخيراً في القاهرة. وأكد أن أمر منظمة التحرير حسم في اجتماع اللجنة الخاصة بالمنظمة برئاسة عباس في 22 من الشهر الجاري، لغرض بحث إعادة تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني. وقال: «بقية المحاور الأربعة الأخرى يناقشها وفدا الحركتين حالياً، وستكون هي جدول أعمال لقاء كل الفصائل التي شاركت بالتوقيع على اتفاق المصالحة». وكان عضو المكتب السياسي ل «حماس» محمد نصر قال ل «الحياة» إن اللقاء الذي يعقد بين الحركتين هو لقاء روتيني لمتابعة ملفات المصالحة المطروحة، موضحاً: «حريصون على متابعة هذه الملفات وتقويم ما أُنجز فعلاً لتفعيل الأداء في شكل إيجابي وللعمل على حل أي إشكالية تعترض التطبيق في شتى الملفات». ولفت إلى أهمية القيام بإجراءات بناء ثقة، خصوصاً على صعيد ملف المعتقلين وإصدار جوازات السفر. وشدد على أن هذا اللقاء مستقل وغير مرتبط باجتماع القوى والفصائل الفلسطينية الذي سيعقد في القاهرة غداً، موضحاً أن الفصائل هي التي ستحدد القضايا التي سيتم بحثها. وقال عضو اللجنة المركزية ل «فتح» زكريا الأغا ل «الحياة»: «معنيون بإنجاز المصالحة، ولقاءاتنا التي نعقدها مع الإخوة في حماس وبرعاية مصرية، ستتناول الإعداد للقاء الفصائل المرتقب عقده غداً»، معتبراً أن اللقاء الجاري هو لقاء تمهيدي يسبق لقاء الفصائل ويبحث آليات تنفيذ المصالحة لتجسيدها على أرض الواقع. وشدد على أهمية قيام الحركتين (فتح وحماس) بإجراءات بناء ثقة تجسد على الأرض ومن شأنها أن تنعكس إيجابياً على حياة المواطن العادي. يذكر أن القيادي البارز في «حماس»، عضو مكتبها السياسي محمود الزهار شارك في جلسات الحوار وأكد ل «الحياة» أهمية إنجاز ملف المعتقلين السياسيين وضرورة وضع آليات عمل لإنجاز ملفات المصالحة.