دخل العراق في دوامة أزمة سياسية جديدة، عشية اكتمال انسحاب القوات الاميركية، بعدما علقت «القائمة العراقية» بزعامة اياد علاوي امس مشاركتها في جلسات البرلمان اعتراضاً على «التهميش» وعدم تنفيذ الاتفاقات، خصوصاً «اتفاق اربيل» الذي ادى الى تشكيل الحكومة الحالية برئاسة نوري المالكي والتفرد في السلطة. ودعت «الى عقد طاولة حوار فوراً لإيجاد حلول ناجعة وحقيقية تعزز المسار الديموقراطي وبناء دولة المؤسسات المدنية». وتزامن موقف «العراقية» مع أنباء عن اتهام نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي بالوقوف وراء التخطيط لتفجير وقع أمام احدى بوابات مبنى مجلس النواب (البرلمان) في المنطقة الخضراء. وجاء في بيان اصدرته «العراقية» انه «انطلاقاً من مسؤولياتنا الاخلاقية والدستورية والسياسية تعلن العراقية تعليق مشاركتها في جلسات مجلس النواب اعتباراً من السبت وحتى إشعار آخر». وأوضح البيان ان «العراقية حذرت من أخطار غياب مفردات الشراكة الوطنية في العملية السياسية وضرورة بناء حكومة وطنية قادرة على مواجهة التحديات التي يواجهها العراق استناداً الى اتفاقات الشراكة». وأشار الى ان القائمة «عبرت مراراً عن رفضها لسياسات الإقصاء والتهميش والتفرد بالسلطة وعدم التزام الدستور وخرق القوانين والتعامل بمنهجية القمع وإرهاب الناس خصوصاً في ادارة الملف الامني». ومع انتقاد حلفاء المالكي على قرار كتلة علاوي سارع رئيس «كتلة الاحرار» (التيار الصدري) في مجلس النواب بهاء الاعرجي الى الاعلان عن ان الكتلة «ستعقد اجتماعاً طارئاً للعب دور الوساطة لإعادة «العراقية» عن قرارها». وتضاف ازمة تعليق «العراقية» عضويتها في البرلمان، الى ازمة سياسية اخرى تتمثل في مطالبة محافظات بالتحول الى اقاليم مستقلة، ما يثير انقسامات بين المسؤولين العراقيين. وواصل مئات العراقيين السبت التظاهر في ديالى شمال شرقي بغداد، لليوم الخامس على التوالي تعبيراً عن رفضهم قرار اعضاء في مجلس المحافظة المطالبة بالتحول الى اقليم مستقل. ودفعت التظاهرات الغاضبة محافظ ديالى عبدالناصر المهداوي وعدداً كبيراً من اعضاء مجلس المحافظة للفرار الى اقليم كردستان العراق الشمالي. وكان مجلسا محافظة صلاح الدين ومحافظة الأنبار اللتين تسكنهما ايضاً غالبية سنية، اعلنا في وقت سابق عن سعيهما للتحول الى اقليم. وسبق للمالكي، ان اعلن رفضه تشكيل اقاليم في هذه المرحلة، لكن رئيس البرلمان اسامة النجيفي، المنتمي الى «العراقية»، أيّد دعوات مماثلة.