نال الأمين العام للفتوى في دار الإفتاء المصرية الشيخ عماد عفت ما كان يدعو إليه من «الشهادة بين الثوار»، ليصبح الشيخ الذي نزل تضامناً مع المعتصمين المطالبين برحيل حكومة كمال الجنزوري نجماً لضحايا المواجهات التي وقعت أمام مقري الحكومة والبرلمان في شارع قصر العيني في القاهرة، فيما غلَّف الغموض ملابسات مقتله. وشيع المئات جنازته من الجامع الأزهر بمشاركة واسعة من الناشطين يتقدمهم مفتي الديار المصرية علي جمعة. وقضى الشيخ عفت بطلق ناري في الصدر في شارع مجلس الوزراء أثناء الاشتباكات التي خلَّفت تسعة قتلى ومئات المصابين، وفيما احتسبت دار الإفتاء الشيخ عفت «شهيداً عند الله» نعت القوى السياسية بمختلف انتماءاتها الأمين العام للفتوى، وطالبت بالتحقيق الفوري في أسباب وفاته. وكان مئات النشطاء والدعاة أدَّوا صلاة الجنازة في الجامع الأزهر في مشهد مهيب ظهر أمس وشارك في تشييعه الآلاف من أهالي الفقيد وعلماء الأزهر والإفتاء وتلاميذ الفقيد وبعض الطلاب الوافدين الدارسين بالأزهر وبعض التنظيمات الشبابية. وبعد التشييع توجه مئات النشطاء إلى ميدان التحرير في مسيرة هاجمت المجلس العسكري وطالبوا «بتقديم المتورطين في وفاة الشيخ إلى محاكمة عاجلة». وقبيل الصلاة على الجثمان الذي لف بعلم مصر، حاول بعض الشباب ترديد شعارات مطالبين بإنهاء الحكم العسكري فطلب منهم إمام المسجد طلب الهدوء تقديراً لصلاة الجنازة، غير انهم استمروا في هتافهم مما حدا بأهل وتلاميذ الشيخ عفت الى ترديد عبارة «الله أكبر .. يحيا شهيد الأزهر». وأجهش مفتي الجمهوية بالبكاء مرات عدة، وهو يصلي صلاة الجنازة على الفقيد طالباً له الرحمة والمغفرة. والشيخ عفت حاصل على عدة شهادات جامعية وعليا من كلية الآداب وكلية الشريعة والقانون ودار العلوم، ومتزوج ولديه أربعة أطفال. وآخر الوظائف التي عمل بها هي مدير إدارة الحساب الشرعي بدار الافتاء وعضو لجنة الفتوى بها. وتولى رئاسة الفتوى المكتوبة بالدار في بداية تعيينه عام 2003. وتسارعت ردود الفعل على مقتل الشيخ. ونعاه محمد البرادعي المرشح المحتمل للرئاسة، وقال: «إذا كان الشيخ عفت قد استهدف كما ذكر مفتي الديار، فنحن نعيش في زمن الجريمة المنظمة». وأصدرت أسرة الشهيد عماد عفت، بياناً نعت فيه الشيخ لتلامذته ومحبيه والأمة كلها، مؤكدة أن «الله أكرمه بالشهادة التي طالما تمناها وكان قد دعا الله وهو يؤدي فريضة الحج هذا العام أن يمنحها له»، وشددت على استكمال سعيه «لا لمحاسبة المسؤولين عن قتله فحسب، وإنما لتحقيق ما خرج من أجله في أول الأمر، وهو استعادة الوطن لأهله، وتحرير إرادته من أسر أعدائه».