في خطوة «إصلاحية» جديدة تحمل رسالة سياسية ومغزى دينياً «وسطياً» قال أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لدى افتتاحه أمس «جامع الإمام محمد بن عبدالوهاب» وهو أكبر المساجد في الدوحة إن «هذا المسجد الذي ينبت من أرض قطر وكأنه قطعة أزلية منها سيكون منبراً للإصلاح والدعوة الخالصة إلى الله عز وجل، بعيداً عن البدع والأهواء بما ينفع الناس في دنياهم مما يواكب روح العصر»، وشدد على أن الدعاة اليوم أحوج ما يكونون إلى خصال الشيخ الراحل محمد بن عبدالوهاب. وفي إشارة لافتة قال الشيخ حمد: «إن النور الذي مشى به الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - انتشر في الناس في أنحاء جزيرة العرب فأعادهم إلى الطريق القويم وهداهم إلى المنهج السليم وفق القرآن الكريم والسنة المطهرة وأزال ما اختلط في الأذهان من زيغ وما داخل النفوس من انحراف»، مشيراً إلى خصائصه وقال إنه «قدوة بما اتسمت به شخصيته كداعية»، إضافة إلى «الزهد والتقوى والصبر وبعد النظر والدراية بالواقع، وكلها خصال ما أحوج الدعاة اليوم إليها». وفي مؤشر إلى اهتمام الحكومة القطرية بدلالات الحدث شهد الافتتاح ولي العهد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والمستشار الخاص للأمير الشيخ عبدالله بن خليفة آل ثاني ورئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، ورئيس مجلس الشورى محمد بن مبارك الخليفي وشيوخ ووزراء بينهم وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية الدكتور غيث الكواري ووفود خليجية، وديبلوماسيون من دول عربية وإسلامية. وفيما رأى أمير قطر أن «هذه المناسبة لا ترقى إليها مناسبة ولا يدانيها حدث»، لفت إلى أنه تشرف بافتتاح مسجد الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب، ووصفه ب«العالم الكبير والمصلح القدير والمجدد الرائد الذي نسأل الله أن يكون ممن شملهم حديث الرسول القائل «إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مئة سنة من يجدد لها دينها». وجاء هذا الحدث عشية احتفال قطر غداً (الأحد) بيومها الوطني الذي يصادف ذكرى مؤسس قطر الحديثة الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني (1878)، وقال الشيخ حمد بن خليفة إن «جدنا المؤسس الشيخ جاسم - رحمه الله - وهو العالم بالدين والحاكم في الوقت نفسه كان ممن تلقفوا دعوة الشيخ ابن عبدالوهاب وتبنوها ونشروها في بلادنا وخارجها في أنحاء العالم الإسلامي، وحمل - رحمه الله - على عاتقه مسؤولية نشر كتب الدعوة الوهابية وغيرها من الكتب وطباعتها في الهند من أجل التفقيه بدين الله ورسالة نبيه». وشدد «ما زلنا إلى اليوم نسير على خطى أولئك الأجداد العظام مهتدين بكتاب الله وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولن ندخر جهداً من أجل أن نواصل حمل الرسالة ونشر تعاليم الإسلام السمحاء في كل الدنيا، وإننا نرى أن الأمة باتت اليوم بحاجة للتجديد واستلهام عزم وتجربة الدعوة الوهابية بما يواكب العصر وتطوراته»، كما اعتبر أن إطلاق اسم الإمام محمد بن عبدالوهاب على الجامع هو «تكريم للعلماء الذين ما زالوا يحملون فكره ودعوته خدمة للإسلام والمسلمين». يشار إلى أن الديوان الأميري كان أعلن في بيان عشية افتتاح الجامع أن أمير قطر وجه بإطلاق إسم جامع «الإمام محمد بن عبدالوهاب» على أكبر جوامع قطر» تكريماً لمكانة المصلح والداعية المجدد الشيخ محمد بن عبدالوهاب، وانعكاساً لتوجه الدولة في إحياء رموز الأمة وقيمها الحضارية».