تسلمت السلطات العراقية أمس «قاعدة الإمام علي الجوية» غرب الناصرية، المعسكر الأخير للقوات الأميركية في البلاد. وأشارت تسريبات صحافية إلى أوامر أصدرها رئيس الوزراء نوري المالكي بتشكيل قيادة للدفاع الجوي لسد الفراغ الناجم عن انسحاب الأميركيين. وأكد الناطق باسم الحكومة علي الدباغ في تصريح إلى «الحياة» أن «القوات الأميركية سلمت اليوم (أمس) قاعدتها الأخيرة إلى السلطات العراقية بحسب الاتفاق الأمني المبرم بين البلدين والذي يلزمها سحب جميع جنودها من أراضينا بنهاية الشهر الجاري». وأوضح الدباغ أن «الأميركيين بتسليمهم هذا المعسكر أخلوا جميع القواعد التي كانت تشغلها قواتهم طيلة السنوات التسع الماضية». ونفى استمرار وجود قاعدة أميركية في البصرة، وقال: «هذه الادعاءات غير صحيحة وعملية التسليم تمت بصورة علنية وكل ما تبقى لهم في البصرة هو مقر لقنصليتهم في المطار أسوة بالقنصلية البريطانية وهذا الموضوع معلن وليس سرياً». وتأتي عملية سحب القوات الأجنبية من العراق وفق ما نص عليه الاتفاق المبرم بين العراق والولاياتالمتحدة في 14 كانون الأول (ديسمبر) 2008 والموقع من قبل المالكي والرئيس الأميركي السابق جورج بوش. وتعد عملية الإجلاء هذه المرحلة الأخيرة في الانسحاب المنصوص عليه في الاتفاق حيث بدأت المرحلة الأولى مطلع عام 2009 بإعادة نشر القوات الأميركية خارج المدن والتي انتهت في حزيران (يونيو) من العام نفسه. ولفت الدباغ إلى أن العراق سيكون في الأول من كانون الثاني (يناير) المقبل خالياً من أي جندي أميركي إذ لن يكون لهم مسوغ قانوني أو أمني للبقاء»، مشيراً إلى أن «عملية الانسحاب مستمرة وتسير بوتيرة منتظمة وبانتهاء الانسحاب ستتحول علاقة العراق مع أميركا إلى علاقة مدنية تحكمها الأطر والبروتوكولات الدولية». وعن عدد الجنود الأميركيين المزمع بقاؤهم لحماية السفارة الأميركية في بغداد قال الدباغ: «لن يبق أي جندي أميركي في العراق، ومسألة حماية السفارة أمر تتحمل مسؤوليته وزارة الخارجية، والأخيرة ستؤمن حراساً من قوات المارينز ضمن اتفاقات معلنة، وهؤلاء لا تنطبق عليهم تسمية الوجود العسكري كونهم سيتولون مهمة حماية السفارة فقط». إلى ذلك أكد عضو لجنة الأمن والدفاع النائب اسكندر وتوت في تصريح إلى «الحياة» أنه «لم يبق أي جندي أو مدرب أميركي في قاعدة الإمام علي في الناصرية»، موضحاً انه «سيتم تحويل القاعدة إلى كلية العراق للطيران بدلاً من كلية القوة الجوية في تكريت». وأكد المستشار الأمني لرئيس الوزراء حسين الأسدي الذي حضر مراسم تسليم القاعدة إلى العراقيين، إن «القاعدة تضم رادارين أحدهما نصب بأموال عراقية، في حين أن الثاني هدية من الجيش الأميركي، وسيتم بواسطتهما مراقبة الأجواء العراقية». يذكر أن أكثر من 170 ألف جندي في تحالف تقوده الولاياتالمتحدة كانوا يعملون في 505 قواعد عسكرية موزعة على مدن ومحافظات البلاد منذ حزيران(يونيو) 2009. وأفادت تسريبات صحافية نشرت في بغداد أمس أن المالكي بصفته القائد العام للقوات المسلحة «أمر بتشكيل قيادة للدفاع الجوي وربطها بمكتبه مباشرة، وإيلاء تنظيمها وتسليحها درجة من الأهمية حتى وإن خلت البلاد من أي سلاح مضاد للطائرات، فضلاً عن قلة أعداد الرادارات التي أبقاها الأميركيون للعراقيين».