في محيط كنيسة الشهيدين مارجرجس ومارمينا في قرية صول (جنوبالقاهرة) التي شهدت اشتباكات طائفية في آذار (مارس) الماضي، تنتشر لافتات دعائية لقائمة تحالف «الكتلة المصرية» الليبرالية التي تضم بين صفوفها مرشحاً قبطياً على الجدران على شرفات المنازل وعلى المتاجر التي يمتلكها مسيحيو القرية، فيما كانت طوابير المرشحات تصطف أمام اللجان القريبة من الكنيسة. وكانت هذه الكنيسة تعرضت للحرق على أيدي إسلاميين قبل تسعة أشهر بعد إشاعات عن احتجاز الكنيسة فتاة أشهرت إسلامها، ما دعا أقباط القرية إلى الاعتصام أمام مبنى الإذاعة والتلفزيون في وسط القاهرة. ولجأت السلطات إلى رجال الدين، لا سيما دعاة السلفيين، لتهدئة الأجواء هناك، وأعادت القوات المسلحة بناء الكنيسة. ويقول الشاب رامي جورج ل «الحياة» إنها المرة الأولى التي يقترع فيها. ويضيف: «لسنا في صدام مع الإسلاميين... لكن يعترينا خوف كبير من ارتفاع نبرة التشدد في الخطاب الإسلامي، خصوصاً مع وصفنا في أحيان كثيرة بالكفار». ولفت إلى أن «أقباط القرية احتشدوا في محاولة منهم لوزن المعادلة... لن نعطي أصواتنا إلا لمصلحة من يحترمون المواطنة ومدنية الدولة». ويقر بأن أصوات الأقباط في القرية «لن يكون لها تأثير كبير في النتائج... لكن هناك كثيرين من المسلمين أيضاً يرفضون التشدد». وينسجم حديث جورج مع ما طرحه الناشط الحقوقي القبطي نجيب جبرائيل الذي أكد ل «الحياة» أن «المخاوف التي تعتري الأقباط من صعود التيار المتشدد لن تُثنيهم عن المشاركة في الاقتراع». ولاحظ كثافة في حضور الناخبين الأقباط في محاولة منهم لتحجيم صعود الإسلاميين، لكنه انتقد في الوقت نفسه «ضعف التمثيل القبطي في الترشيحات». وأشار إلى أن «نحو ثمانية أقباط فقط ترشحوا على قوائم الأحزاب في المرحلة الثانية، ما ينذر باستمرار تهميش الأقباط تحت قبة البرلمان». وفي مدينة أطفيح التي تتبعها قرية صول، كانت الأجواء الانتخابية هادئة، وزاد الإقبال على صناديق الاقتراع في يومه الثاني، كما لوحظ وجود قوي للإسلاميين. وتدور المنافسة الانتخابية على أشدها بين حزبي «الوفد» الذي يعتمد بالأساس على مرشحه اللواء عبدالوهاب خليل صاحب العصبية العائلية هناك، و«الحرية والعدالة»، الذراع السياسية ل «الإخوان المسلمين».