واصل آلاف الأقباط في مصر أمس التظاهر أمام مقر التليفزيون الحكومي المعروف باسم «ماسبيرو» وفي ميدان عبدالمنعم رياض وسط القاهرة، احتجاجاً على أحداث عنف شهدتها قرية تابعة لمحافظة حلوان (جنوبالقاهرة)، رغم تعهد الجيش بحل القضية وملاحقة المتسببين فيها ومحاسبتهم. وشاركهم مئات المسلمين التظاهر تضامناً معهم. وعلى بعد نحو مئتي متر من تلك التظاهرة، احتشد عشرات السلفيين في شارع القصر العيني، مطالبين ب «فك أسر» زوجتي كاهنين قبطيين كان تردد قبل سنوات أنهما اعتنقتا الإسلام، وأن الكنيسة القبطية تحتجزهما في أحد الأديرة. وأثار المشهد قلقاً من عودة التوتر الطائفي إلى السطح مجدداً، ليقضي على أحد مكتسبات «ثورة 25 يناير» التي شهدت تلاحماً كبيراً بين المسلمين والأقباط. وتأتي احتجاجات الأقباط على خلفية أحداث عنف شهدتها قرية صول في مركز أطفيح التابع لحلوان بسبب إحراق كنيسة القرية على خلفية مواجهات بسبب علاقة بين رجل مسيحي وامرأة مسلمة. ورغم نزول رئيس الحكومة عصام شرف إلى تظاهرات الأقباط وتعهده بحل قضيتهم، إضافة إلى وعد الجيش بإعادة بناء الكنيسة، فإن احتجاجات الأقباط لم تهدأ. ودان شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب أمس، الاعتداءَ على الكنائس خلال لقائه وفداً كنسياً ضم أسقف عام الجيزة الأنبا ثيوديوس، ووكيل مطرانية الجيزة القمص يوحنا منصور، وكاهن كنيسة العذراء القمص عبدالمسيح بسيط، معتبراً أنه «اعتداء على الإسلام». ودعا المسلمين في قرية صول إلى المشاركة في إعادة بناء الكنيسة. وكان آلاف المتظاهرين الأقباط قطعوا طريقاً يربط بين مبنى «ماسبيرو» وميدان عبدالمنعم رياض، وأجبروا السائقين والمارة على تغيير اتجاه سيرهم إلى شوارع أخرى، كما تجمع آخرون عند مدخل حي هضبة المقطَّم وسط القاهرة وقطعوا الطريق. وافترش بعضهم الشوارع لمنع مرور السيارات، فيما أطلق آخرون النار في الهواء بعد مشاجرات مع بعض السائقين. وتزامنت هذه التظاهرات مع خروج عشرات الإسلاميين في مسيرات جابت الشوراع المؤدية إلى مقر رئاسة الوزراء والبرلمان في وسط القاهرة، ووجهت انتقادات إلى الكنيسة، التي يتهمونها ب«أسر» زوجتي الكاهنين كاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين. وردَّد المتظاهرون الإسلاميون هتافات، بينها: «كاميليا شحاتة لازم ترجع، وسط اخواتها تصلي وتركع».