أصبحت أقرأ هذه الكلمة كثيراً هذه الأيام ولا يكاد يمر يوم إلا أجدها معلنة في الأخبار المحلية الذي يلفت انتباهي في هذه الأخبار الأسباب التي كانت خلف التطليق المفاجئ. آخر الأخبار كانت عن محاولة زوجة إسعاد زوجها فاستخدمت المنتج الصيني الجديد الذي أصبح في متناول اليد، والذي كنت وما زلت أرفضه رفضاً باتاً لما فيه من التدليس والخداع المنهي عنه دينياً وأخلاقياً فكان نصيبها الطلاق، لشك الزوج بأن ما فعلته قد يكون نسخة مكررة من الليلة الأولى، وكأنه لم يعش معها لأيام طويلة ليعلم قيمها ودينها وأخلاقياتها! الخبر الآخر وهو الخاص بطلاق عروس في الأسبوع الأول من زواجها والتي أصرت على لبس بنطلون جينز تحت العباءة ورفضت طلب الزوج بتغييره ببنطلون آخر، فطلقها بسبب السيد بنطلون ولا أعلم ما مشكلة بعض الرجال مع البنطلون الجينز بالتحديد، وكيف يكون مشكلة إذا كانت المرأة أو العروس سترتديه تحت العباءة! الخبر الثالث وهو طلاق زوجة على السرير الأبيض بسبب رفضها تسمية ابنتها على اسم والدة الزوج الذي ترفضه لأنه اسم قديم ولا يتماشى مع الأسماء الحديثة وفشل في إقناعها وفي رضاها، على رغم انه يستطيع فعلياً تسمية ابنته من دون رضاها كما هو معروف فلا أحد يطلب موافقة المرأة على تسمية ابنتها أصلاً وكأنها كانت أداة للإنجاب فقط وليس لها أي حقوق. الخبر الرابع الذي استوقفني جداً وهو طلاق امرأته لأنها غضبت عندما قدم طعام الغداء لأخيها الذي يزورها للمرة الأولى (دجاجاً) وليس (ذبيحة) كما هو مطلوب، ولأنها اتهمته بالبخل وعدم تقديره لأخيها الضيف. لا أعلم ما مشكلتنا بالتحديد؟ ولماذا نفشل في الإقناع ؟ هل هو أمر متعلق أيضاً بالفكرة المسيطرة على بعض الذكور بأن على المرأة السمع والطاعة من دون نقاش، وعندما ترفض هذا الأسلوب العقيم تعاقب بحمل كلمة مطلقة وهي في الأيام الأولى من الزواج. الزواج رحلة جميلة إذا تبارى الطرفان في إسعاد كل منهما للآخر وقدم تنازلات (عن رغبة حقيقية وعن حب ومودة وليس خوفاً من الطلاق) النتيجة واحدة ولكن الشعور هو الذي يحدث الفرق الكبير. أرفض أن يتحول الزواج إلى ساحة حرب ومحاولات فرض السيطرة والتهميش وأرفض أن يتحول الطلاق إلى عقوبة و «مصعة إذن»، لأن الطلاق كما شرعه الله سبحانه وتعالى حل وليس عقوبة واستسهال هذه الكلمة واستخدامها في كل موقف يحيلها إلى كلمة مخيفة لا تفعل شيئاً سوى سحب الأمان من المرأة ومن خلال نقاشي مع الكثير من السيدات لا يؤلمهن الطلاق (كحالة جديدة) بقدر ما يؤلمهن حدوثه من دون سبب ومن دون نقاش ومن دون اتفاق مسبق عليه، فهل نجد حلاً واعياً لهذه المشكلة في القريب العاجل؟ [email protected]