فاض الكيل بزوجة رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني وطالبته بالطلاق حتى تعلّم بناتها أن للمرأة كرامة وحتى تعلّم ابنها الشاب كيفية معاملة النساء برقي! سبق للزوجة ذات 52 أن طالبته باعتذار علني ورسمي بعدما تركها وحيدة في احتفال ما، وذهب لمغازلة إحدى السيدات الجميلات قائلاً: «لو كنت غير متزوج لتزوجتك على الفور، فمعك أنت أذهب إلى أي مكان». وعلى رغم انه قام بالاعتذار، وقال لها سامحيني... أرجوك... واقبلي هذا على أنه إبداء علني للتنازل عن كبريائي الخاص أمام غضبك كخطوة دافعها الحب». موضوع رئيس الوزراء الإيطالي موضوع شخصي يهمه، ورد فعل زوجته شأن يخصها وإصرارها على تعليم بناتها درساً في الحياة وعن كيفية الاعتزاز بنفسها وعدم الرضا بقبول مثل هذه الأفعال غير الناضجة من الأزواج، أيضاً حتى يتعلم ابنها الوحيد أن النساء لهن كرامة وأن العبث بها يعرضه لفقدان احترامه وفقدان أسرته أيضاً. ما لفت نظري، هو التعليقات التي ذيلت بأسماء رجال سعوديين التي من بعضها ما يدلل على الثقافة التي يؤمنون بها، بل وينصحون بها الغير، وهي الثقافة الخاصة بالنساء، وأجملها على الإطلاق على رغم سلبيتها الواضحة هو ما كتبه سعودي وأفتخر (وش اعتذار والله لو منه برلسكوني لكنت طلقتها علناً، وأعلنت زواجي من هذه الفاتنة فوراً وأمام الجماهير) وأخرى، (إذا كانت الزوجة تبغي تأكل عيش لا بد لها أن تتغاضى عن سلوكيات زوجها فهو رجل والرجل لا يعيبه شيء). أما الرجل الشرقي الذي وصف نفسه أنه سيد الرجال أجمعين (والله لو طلبت اعتذاراً علنياً لطلقتها)! بالطبع التعليقات كثيرة جداً لا تخرج كثيراً عن هذا الإطار الذي يؤمن أن الرجل حر في تصرفاته، الذي يرى أن تصرفات كهذه لا تمس زوجته، بل لا ينبغي لها أن تستغرب أصلاً منها! لأنه سلوك يخصه ولا يعنيها على الإطلاق! الجميل في تصرف برلسكوني أنه لم يجد حرجاً في الاعتذار العلني، لأنه أخطأ ولأنه اعتبر أن تصرفاً كهذا يخص زوجته ويهينها أيضاً... الذي أستغربه من بعض رجالنا استغرابهم الشديد من امتعاض الزوجات، وكأنها تعيش معه (مثل قلة) على قول سمير غانم في مسرحية المتزوجين (وكأنها ليست قلة حبنا) مثلاً! السؤال، لماذا يؤمن بعض رجالنا أن سلوكه لا يمسّ الزوجة؟ ولماذا فور سماعهم بموضوع الاعتذار والاعتراف بالخطأ يبدأون بالتلويح بالطلاق و(التكميخ) والطرد إلى بيت أهلها وغيره واعتبار السلوك شأناً رجالياً خاصاً ليس له علاقة بالأسرة أو باحترام الزوجة! شخصياً أحترم الرجل الذي يعترف بالخطأ، الذي لا يرى غضاضة في الاعتذار أمّا ثقافة لوي الذراع وفرض العقوبات، لن أخوض في قلب الآية وافتراض أن الزوجة لا تريد أن تأكل عيشاً ولا حلاوة مغموسة بعدم الاحترام، لأنها ثقافة المضطر، ولن أخوض في افتراض أن الزوجة هي التي تلمح وتمدح وتتمنى وتحلم، لأني أعلم مسبقاً أن الرجل الشرقي الذي يرفض الربط بين سلوكياته وغضب الزوجات سيعتبر سلوك زوجته متعلقاً بالشرف الرفيع والذي لم يراعه هو شخصياً متناسياً (عُفوا... تعُف نساؤكم)! [email protected]