قال الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واصل أبو يوسف إن إنجاز المصالحة يتطلب تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في ورقة المصالحة التي وقعها الجميع في القاهرة في أيار (مايو) الماضي. وأضاف أبو يوسف ل «الحياة» في اختتام محادثات وفد الجبهة في القاهرة مع المسؤولين المصريين: «لسنا في حاجة إلى مزيد من الأوراق أو التوقيعات الجديدة، نحن في حاجة إلى تطبيق ما تم التوافق عليه حتى يمكن للمصالحة أن تجسد على أرض الواقع بحيث تنعكس في شكل إيجابي يلمسه المواطن على جوانب حياته المختلفة». ورأى أبو يوسف أن إجراء الانتخابات قضية أساسية يجب التوافق على مواعيد محددة لإجرائها، في إشارة إلى الانتخابات الرئاسية والتشريعية وانتخابات المجلس الوطني، وقال: «الانتخابات هي المنطلق للقضايا الخلافية المختلفة، ولو تم تحديد مواعيدها ستتم حلحلة عناوين المصالحة الأساسية المختلفة». وأضاف: «عندما يتم تحديد موعد لإجراء الانتخابات، ستكون هناك ضرورة للتوافق على تشكيل حكومة توافق وطني موقتة لأن مهامها محددة وهي الإشراف على الانتخابات وإعمار غزة». وأقر أبو يوسف بأن إجراء الانتخابات ليس عملياً، وقال: «نتوقع أن نجابه صعوبات وضغوطاً، خصوصاً من الجانب الإسرائيلي للحيلولة دون إجراء الانتخابات في مدينة القدس». وقال: «فعلاً هناك إشكالية في إجراء انتخابات في مدينة القدس». وزاد: «نعول على المجتمع الدولي، خصوصاً الأميركيين والأوروبيين، أن يتدخلوا لدى الجانب الإسرائيلي للحيلولة دون أن يتحول هذا الأمر إلى مأزق، مشيراً إلى إجراء انتخابات في مدينة القدس والتصريحات الإسرائيلية التي صدرت أخيراً في هذا الخصوص. وأوضح أبو يوسف أن اللقاء المزمع عقده في القاهرة في 20 الشهر الجاري والذي سيضم القوى والفصائل كافة، سيبحث في البدء الفوري في تنفيذ آليات المصالحة. وقال: «لو صدقت النيات وتوافرت الإرادة الحقيقية، فإن المصالحة ستتحقق... لأن المصالحة مصلحة فلسطين العليا، والكل الفلسطيني حريص على إنهاء الانقسام واسترداد اللحمة الفلسطينية قريباً». ولفت إلى أن الاجتماع الذي سيعقد في 22 الشهر الجاري ويبحث في ملف منظمة التحرير، سيحضره الرئيس محمود عباس (أبو مازن) نظراً للأهمية البالغة، موضحاً أن نتائج اللقاء الذي جمع بين عباس ومشعل وما تمخض عنه، سيشكل مرجعية أساسية للقاءات القاهرة. وكانت مصر استضافت أمس وفداً من المستقلين لبحث آليات إنجاز المصالحة في شكل فوري. وقال رئيس وفد المستقلين منيب المصري ل «الحياة» إن مصر مصممة على تحقيق المصالحة وطي صفحة الانقسام بكل سلبياتها ومآسيها. وأضاف إن «المحادثات مع الأخوة المصريين كانت إيجابية للغاية، لذلك سنعمل جميعاً من أجل استرداد اللحمة الفلسطينية، وسنكرس كل الطاقات والإمكانات والجهود لتحقيق المصالحة، ولن نسمح لأي أمر أن يحبطنا أو يعيق جهودنا فيعيدنا للمربع صفر»، مشدداً على أن إنجاز المصالحة مصلحة فلسطينية عليا يتطلع إلى تحقيقها كل فلسطيني وطني.