على رغم أن صلاة التراويح في مقاطعة يوجين في ولاية أوريقون لا تتجاوز نصف الساعة، إلا أن بعض النساء يجدن حرجا في المجيء بأطفالهن لما يحدثونه من إزعاج للمصلين أحياناً، ما حدا بإحدى السعوديات إلى إعلان تبرعها برعاية الأطفال وقت صلاة التراويح على رغم أن لديها طفل. حظيت مبادرة نوف السنيدي بترحيب من المبتعثين، باعتبار ذلك نوعاً من التعاون على المعروف. وحول قصر الصلاة التراويح يبرر القائمون على المسجد أن الليل قصير جداً، إذ يؤذن لصلاة العشاء قبيل الساعة ال11 ليلاً، ويؤذن لصلاة الفجر قبيل الساعة الثالثة، ما يجعل الوقت ضيقاً على المصلين. المدارس الشرعية تختلف في تقويمها لبعض الحالات الاستثنائية، إلا أن قصر صلاة التراويح في بعض الدول الإسلامية يعد من المظاهر السيئة برأي الجهات الشرعية، ففي مصر مثلاً، اعتبرت دار الإفتاء الإسراع في صلاة التراويح من المظاهر السيئة في صلاة التراويح، التي يجب أن تتوقف، إذ أكدوا أن «ما يفعله بعض الأئمة، خصوصاً في مساجد القرى والأرياف، من الإسراع في القراءة وفي الركوع والسجود والتشهد، فهو لا يكاد يركع حتى يرفع ولا يكاد يسجد حتى يقوم، ويقرأ الفاتحة في نفس واحد، وهذه الصلاة ضائعة على الإمام وعلى المأمومين جميعاً، وخير للناس أن يصلوا ثماني ركعات باطمئنان وخشوع من أن يصلوا 20 ركعة لا يتمون ركوعها ولا سجودها، ويكون همهم الأول والأخير فيها أن يفرغوا منها في أسرع وقت ممكن، لينطلقوا إلى أغراضهم ومآربهم الدنيوية». وأضافت: «هذه هي الصلاة التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف تعرج إلى السماء وهي سوداء مظلمة تقول لصاحبها: ضيعك الله كما ضيعتني، وذلك في مقابل الصلاة التي تتم في اطمئنان وخشوع، فإنها تعرج إلى السماء بيضاء ناصعة تقول لصاحبها: حفظك الله كما حفظتني». ونبهت دار الإفتاء إلى أن الإسراع في الصلاة كما هو مرفوض، فالتطويل فيها على الناس مرفوض أيضاً، فعلى الإمام أن تكون صلاته خفيفة مع إتمام أركانها، فإذا صلى الإمام بمفرده أو بمن يوافقه على التطويل فله أن يطول بما شاء، فقد يكون من بين المأمومين من هو مريض أو ذو حاجة. واستشهدت الفتوى بما ورد في صحيح البخاري عن أنس بن مالك قال: «ما صليت وراء إمام قط أخف صلاة ولا أتم من النبي صلى الله عليه وسلم». وفي رواية أخرى قال: إن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: «إني لأدخل في الصلاة وأنا أريد إطالتها، فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي - أي أخفف فيها - مما أعلم من شدة وجد أمه من بكائه».