يحرص كثير من تجار البلد في مدينة جدة على أداء صلاة التراويح خلال شهر رمضان، ولكنهم لا يريدونها طويلة، ويبحثون عن المسجد الأسرع حتى يلحقوا بأعمالهم خصوصا مع اقتراب موسم العيد. ويزدحم مسجد «الجفالي» الكائن في طريق المدينة النازل على مدخل سوق البلد، بعدد كبير من المصلين أغلبهم من أصحاب المحال التجارية، وذلك يرجع كما قال مصلون ل«شمس» إلى سياسة التخفيف التي ينتهجها الإمام في الصلاة والتي لا تتجاوز مدتها أكثر من نصف ساعة فقط. ويفتتح الإمام صلاة التراويح بعد صلاة العشاء بخمس دقائق، حيث يقضي في كل ركعتين قرابة الخمسة دقائق، يقرأ فيها آيات قصارا لا تتجاوز خمس آيات وفي بعض الركعات يقرأ بآيتين فقط. ويتسبب الزحام الذي يشهده المسجد في ربكة مرورية، تلزم رجال المرور بالتواجد في المكان لتنظيم سير السيارات، وعند الولوج إلى مواقف السيارات لا تكاد تجد مكانا توقف فيه سيارتك وقد يكلفك ذلك ضياع ركعة أو ركعتين من الصلاة. وأوضح زيد الحبيشي، صاحب محل تجاري، أنه يفضل الصلاة في هذا المسجد لأنه يحرص على أداء التراويح كاملة ومن ثم التوجه إلى عمله، ويقول: «بالقرب من منزلي مسجد أستطيع الصلاة فيه، إلا أن إطالة الإمام للصلاة تجعلني أتهرب منه لأنه قد يؤخرني جدا عن العمل، فالرسول، صلى الله عليه وسلم، أمر بالتخفيف على الناس وليس التطويل، فالمهم في صلاة التراويح الخشوع والطمأنينة في الركوع والسجود، فأجد أن هذا المسجد هو المناسب لطبيعة عملي». من جهة أخرى، قال شاب لفت نظر المتواجدين بزيه الرياضي الكامل: «أحرص كثيرا على صلاة التراويح خصوصا في هذا الشهر الكريم، واليوم عندي مباراة كرة قدم في تمام الساعة العاشرة مساء، وقد وجدت أن هذا المسجد هو أفضل مسجد سيوفر علي الوقت، بحيث أتمكن من أداء الصلاة وحضور المباراة»، فيما ذكر شاب آخر غادر المسجد مباشرة فور انتهاء التراويح، أن فريقه المفضل سيلعب في الدوري السعودي، وهو حريص على متابعة المباراة، ولذلك اختار مسجدا يصلي فيه التراويح في وقت قصير.