وقفت «الحياة» على عدد من المشاريع العاجلة والدائمة الخاصة بتصريف مياه الأمطار والسيول في محافظة جدة، برفقة مديرها العام وعدد من المهندسين، بينها تلك التي أوشك البدء فيها، ورصدت عدداً من المواقع التي يجرى العمل فيها على مدار ال24 ساعة، إذ انطلقت الجولة من طريق الملك عبدالعزيز، حيث عمليات الصيانة والتنظيف لأنابيب التصريف، إضافة إلى المضخات التي تم وضعها. وشملت الجولة عدداً من المشاريع الأخرى العاجلة، على نفق الملك عبدالله وعدد من المواقع الأخرى، إضافة إلى مشروع سد أم الخير الذي بدأ في كامل جاهزيته خلال فترة وجيزة. عقب الجولة، كشف المدير العام لمشاريع معالجة مياه الأمطار وتصريف السيول المهندس أحمد السليم قطع التصاميم الهندسية للحلول الدائمة شوطاً كبيراً، وبدء العمل بها متزامناً مع تنفيذ المشاريع العاجلة، مؤكداً متابعة أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل لسيرها والرفع إليه بتقارير دورية عنها، موضحاً أنه تم الانتهاء من كراسات منافسات الحلول الدائمة تمهيداً لطرحها للمقاولين خلال أسبوعين، توطئة لترسية العقود في الربع الأول من العام الحالي، وسيتم بشأنها تطبيق نفس المعايير والإجراءات والضوابط وفق أفضل الممارسات المهنية العالمية التي جرى تطبيقها في مشاريع مماثلة، أبرزها التركيز على الشفافية، ووضوح التزامات كل الأطراف بدءًا من اختيار المقاولين، إضافة إلى موضوعية التقويم الفني، ثم المالي، بهدف ضمان الكفاءة المهنية في التنفيذ، وصولاً إلى الترسية لصالح العطاء الأنسب. وتمثل منظومة المشاريع الدائمة نتاج ثلاث ورش عمل تم عقدها مع الجهات الحكومية ذات العلاقة، وفقاً لحديث السليم، «ناقشت الورشة الأولى وضع آليات التنسيق بين الجهات المشاركة، فيما عرضت الثانية مراجعة واعتماد الحزمة التصميمية المرحلية، وتناولت الثالثة التنسيق الأمثل للمشاريع الحالية والمستقبلية في جدة. وأشار إلى أن الورش شهدت عرض ومناقشة تلك الحلول لحماية المحافظة من الأمطار المقبلة من سلسلة الجبال والمرتفعات الشرقية بمنظومة سدود صممت على أساس زمن تكرار 200 عام بشدّة مطرية 149 مليمتراً يتم خلالها تفريغ حوض السد خلال 15 يوماً بقنوات مربوطة بمجاري السيل الثلاثة. وأضاف أن أجسام السدود صممت إنشائياً، آخذة في الحسبان شدة مطرية 243 مليمتر اً خلال زمن تكرار 10 آلاف عام، كما تشمل الحلول إضافة إلى ذلك قنوات لتصريف سيول أساسية بطرق آمنة بطول 300 كيلو متر تقريباً، ومراجعة تصريف السيول في جميع الأنفاق القائمة في المحافظة على أساس زمن تكرار 100 عام وشدة مطرية 132 مليمتراً. وأفاد أن مشاريع الحلول العاجلة والدائمة لدرء خطر الأمطار راعت جغرافية المدينة التي تُظهر أن تدفق المياه الطبيعي يجري من الشرق إلى الغرب، إذ تقع المدينة على ساحل البحر الأحمر الذي يحدها من جهة الغرب وشرقاً سلسلة من الجبال والتلال والمرتفعات هي مكمن ل 15 مستجمعاً للمياه بمساحة أكثر من 1150 كيلو متراً مربعاً، لذا فهي مصدر نزول وجريان قرابة 96 مليون متر مكعب من مياه الأمطار، فضلاً عن أن مجاري هذه الأودية تعترضها الإنشاءات العمرانية والطرق. من جهته، أفصح مدير مشاريع الحلول الدائمة لمعالجة مياه الأمطار وتصريف السيول المهندس أحمد العارضي عن قرب الانتهاء من إعداد تصاميم السدود التي تعتبر أحد مشاريع الحلول الدائمة. وأوضح أن العمل الميداني الجاري حالياً هو إجراء دراسات «جيوتقنية» و«جيوفيزيائية» لتحديد نوعية التربة والطبيعة الصخرية لمناطق السدود المزمع إنشاؤها، وذلك لتحديث التصاميم الهندسية، معتبراً هذه الأعمال مرحلة نهائية من مراحل تصاميم الحلول الدائمة. وفيما يختص بتصاميم مشاريع مجاري السيول، أبان العارضي أنها تشمل مجرى السيل في القنوات الشمالية والشرقية والجنوبية، إضافة إلى اعتماد موقع قناة تصريف سيول أساسية جديدة في المطار. ... و41 مضخة لشفط المياه من 12 «نقطة حرجة»