أوضح رئيس نادي جدة الأدبي الدكتور عبد الله السلمي أن مجلس الإدارة الجديد لم يأت لتحقيق مآرب ذاتية، «وليس لنا مطامح شخصية، ولكن جئنا غيرة على الأدب والثقافة لا غارة عليه، ولعل من قال فينا غير ذلك أن ينتظر ليتحرى الموضوعية وقديماً قيل: يا بن الكرام ألا تدنو فتبصر ما/قد حدثوك فما رأى كمن سمعا». وقال: «أظن أن من يصنع ثنائية ضدية أو نوعية بين الأكاديمي والمثقف، يحتاج إلى إعادة قراءة تأهلية ليعرف المحددات الدقيقة بين المفردات، ولا أتصور مثقفاً في العالم لم يتعاط الأكاديمية في حياته أخذاً أو عطاء»، مشيراً إلى أن «حكم أخي وصديقي الدكتور يوسف العارف عن خبرات أعضاء مجلس النادي المنتخب، وأنها بعيدة عن العمل الأدبي فأحيله إلى السير الذاتية لكل الأعضاء، ابتداء بفاطمة اليأس وأميرة كشغري وانتهاء بالسلمي، على أنني أسلم بأن الدكتور يوسف أكثر معرفة بالجوانب الإدارية لنادي جدة ومناشطه الثقافية بوصفه عضواً في مجلس إدارته السابق، لذا سيظل مرجعاً لنا في كثير من الأمور لنفيد من خبرته، وأحسب أن ما يحمله من هم ثقافي وخلق نبيل وأخوة صافية، ستجعله جزءاً من منظومة العمل في النادي في المرحلة القادمة»، مضيفاً: «أما خطتنا للمستقبل فذكرت غير مرة أن على المثقفين والأدباء أن ينتظرونا وسيرون، ونحن ندرك أهمية المكان والزمان وأعددنا لهما العدة والتوفيق أولاً وأخيراً بيد الله، غير أنني أدعو الجميع للوقوف معنا أو التوقف عن انتقاص قدراتنا والتقليل من همتنا والتشكيك في كفاءتنا قبل أن نبدأ». وقال السلمي ل «الحياة» حول ما يتعلق بجهود الإدارة السابقة بقيادة الدكتور عبد المحسن القحطاني: أود أن أطمئن الجميع أننا سنبقي على المنجز ونعززه ونحرص على منحه مزيداً من الوضاءة والألق والتفاعل، ومدينة جدة منجم ثري بالأدباء ورجال الأعمال الذين يتسابقون على خدمة الأدب والثقافة في مدينتهم العروس. وهنا أثمن الاتصال الذي تلقيته من الشيخ عبد المقصود خوجة مهنئاً، وهذا أمر يمنحنا دافعاً قوياً للعمل لأنه معلم ثقافي بل جبل أشم في تضاريس الحركة الثقافية، لا على مستوى جدة فحسب بل على امتداد جغرافية الأدب والفكر والثقافة. وأثمن - بكل صدق- اليد المتوضئة الرائدة والرائعة التي يمدها الأديب ورجل الأعمال الكبير الشيخ أحمد باديب، وأعده بأن النادي سيحافظ على توهج هذه الجائزة ونمائها وحضورها على خريطة الثقافة في وطننا الغالي، وسندفع بها للعالمية كما سنفيد من أمنائها السابقين في الإبقاء عليها تظاهرة أدبية وكرنفالاً تكريمياً ودعماً رائداً ورائعاً من رجل، يقدر قيمة الأدب والأدباء ويستحضر دور النادي في ذلك. كما أثمن البناء الشامخ الذي رعته أسرة الرجل الشامخ بعقله ورؤيته وعمله وعلمه وإدارته الشيخ الشربتلي، وأحسب أن هذه الأسرة لن تقطع حبل الصلة بالثقافة والأدب لأمرين أولهما: أنها قدمت هذا المعلم للكيان والفكر والثقافة وليس للأشخاص، وثانيهما: لأن هذه الأسرة المباركة معين لا ينضب للعطاء في كل وجهة للبناء فسترعى هذا المعلم الذي ستنال أجر كل كلمة صادقة تلقى على منبره تصوغ أجيالاً وتصنع إبداعاً وتبني أمة فهي كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين». وشدد رئيس نادي جدة الأدبي أن المرحلة «لا تستدعي ثنائية الرجل والمرأة، ولكن ذاتية الفعل ووحدة الهدف، وإذا تحقق ذلك فليثق كل من يتوجس أن المرأة في مجلس الإدارة ستكون عنصراً فاعلاً، لأنني لن أسير النادي بالعقل الذكوري أو بدكتاتورية الرئيس، ولكن سنتحرك سوياً جسداً واحداً بعشرة عقول وعشرين قدماً، لنبني منارات ثقافية تتكامل فيها الجهود وتتساعد وتتساند فيها القدرات والأفكار، فأمرنا شورى بيننا. ونحن بيننا من القواسم المشتركة هماً وهمة ما يوحد كلمتنا، فلن نتفرق وتذهب ريحنا مع أننا سنبقي للاختلاف مساحة من دون أن نمنح الخلاف مكانا. هذا أملي وطموحي ولن يخيبه زملاء الرحلة. وللحق فقد تيقنت من أخواتي في المجلس فاطمة اليأس وأميرة كشغري ونجلاء مطري أنهن يملكن من استحضار التحدي واستشار المسؤولية وهمة العمل، ما يجعل من مناشط النادي إشعاعاً يضيء سماء الثقافة».