أوضحت عضو مجلس إدارة نادي جدة الأدبي الدكتورة أميرة كشغري أن «أدبي جدة» أصابته تخمة النخبوية وسرت في مفاصله وهن العزلة، مشيرة إلى ضرورة أن يتحول إلى فضاء مفتوح وبيئة جاذبة لمثقفين من كل الفئات العمرية والتوجهات الفكرية. واعترفت كشغري ل«الحياة» بالاكتساح الأكاديمي للنادي، خلال انتخابات مجلس الإدارة الجديد، التي جرت الأسبوع الماضي، واعتبرته «حقيقة»، مستدركة أن الأكاديمية «ليست مذمة، بشرط أن تترافق مع الفاعلية والرؤية الواضحة للعمل الثقافي، باعتباره عملاً مؤسسياً وليس مكسباً شخصياً ولا إرثاً يتوارثه الأبناء والمعارف والمقربون». وقالت إن من يقبل بمبدأ الانتخابات «عليه أن يقبل بكل نتائجها، طالما كانت لا تمثل خرقاً واضحاً للقوانين واللوائح»، مشيرة إلى أنها لم تكن تتوقع «أن تنتهي الانتخابات على النحو الذي انتهت عليه، لكنني كنت أتوقع أن تحمل نتائج الانتخابات تجديداً في الدماء، فالتجديد أمر جميل بل وضروري لأنه يصب في صالح الثقافة بشكل عام والنادي بشكل خاص. الأسماء الجديدة لديها من الحماسة والمعرفة الثقافية ما يجعلها قادرة على تفعيل دور النادي الأدبي الثقافي في جدة». وتساءلت كشغري: من قال إن الأكاديميين ليست لهم علاقة بالثقافة؟ لتجيب على سؤالها بنفسها إذ تقول: «الثقافة بمعناها الواسع هي المشاركة الفاعلة في الشأن العام بكل تجلياته وليست مقتصرة على الأدب فقط. وفي الحقيقة أنا لا أعرف الكثير عن الأعضاء المنتخبين لكن سيرتهم الذاتية تقول إنهم من الفاعلين والمهتمين بالشأن الثقافي العام، وعلى سبيل المثال لا الحصر الدكتور عبدالله السلمي رئيس مجلس الإدارة المنتخب عمل في الإعلام والصحافة بالكتابة وإعداد وتقديم البرامج الثقافية وغيرها، كما شارك في الكثير من الفعاليات الثقافية وله إنتاج علمي ثقافي جيد ومتنوع. هذا كله يعني أن هناك الكثير من الخبرات والمهارات التي يمتلكها الأكاديمي والتي يمكن أن تكون مكسباً للعمل الثقافي في النادي. أما قضية أن هؤلاء الأكاديميين لم يعرف عنهم اهتمام مباشر بالثقافة والأدب فهذا تعميم غير صحيح، فالثقافة كما قلت سابقاً ليست حبيسة النادي الأدبي ولا الكتابة الأدبية، والدليل كما أراه واضحاً هذا الحراك الثقافي الجميل الذي يتبناه الشباب والشابات في جدة عبر المقاهي الثقافية الفاعلة والتي يديرها ويمولها الشباب بإسهاماتهم الذاتية»، متمنية أن يخرج النادي الأدبي الثقافي بجدة، «وكل الأندية الأدبية في وطننا الحبيب، من العزلة والنخبوية إلى فضاء المجتمع الحي المنفتح على كل من لديه مشروع ثقافي يفيد المجتمع، وأن يكون النادي مؤسسة ثقافية مفتوحة يجتمع فيها كل من لديه فكرة ثقافية يطرحها للنقاش والتداول». إداريون «فقط» أما الثقافة فهي بعيدة من ناحية ثانية، هنأ عضو مجلس الإدارة السابق الدكتور يوسف العارف الإدارة الجديدة للنادي، وقال إنه يعتقد «إنهم أكاديميون وقادرون على العمل الإداري (فقط)، لكن العمل الأدبي والثقافي فهو بعيد عن خبراتهم المكتسبة، ولعلهم ينجحون في الاستفادة من المثقفين والأدباء الحقيقيين الذين تمتلئ بهم الساحة الثقافية في جدة وفي غيرها!»، مشيراً إلى أنه لم يكن يتوقع «أن تنجح «اللعبة الانتخابية» التي أدارها الأكاديميون بهذا الشكل، لاسيما أن المثقف والأديب المنشغل بالهم الفكري والإبداعي والأدبي معروف ومعلن لكن الرياح – دائماً – تجري بما لا تشتهي السفن! وطبيعي جدا لي – كمثقف – قبل بمبدأ الانتخاب الحر والنزيه أن يقبل بهكذا نتيجة، وسيظل العمل الأدبي والثقافي محركاً ودافعاً لنا للاستمرار على المستوى الشخصي والثقافي وليس على مستوى المؤسسة الأدبية.