طهران، موسكو، بروكسيل – أ ب، رويترز، أ ف ب – هددت طهران امس، بشنّ «هجوم على قواعد عسكرية» لواشنطن في العالم، إذا انتهكت مقاتلات أميركية أجواءها، فيما أعلنت روسيا امتلاكها معلومات تؤكد الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني، محذرة إسرائيل من عواقب «كارثية» لأي ضربة لإيران. في غضون ذلك، أعلن السفير التركي في واشنطن نامق تان أن بلاده ضبطت مواد كانت مرسلة الى طهران، و»يمكن أن تساعد برنامجها النووي». وشدد على أن أنقرة لن تقبل مطلقاً بامتلاك طهران سلاحاً نووياً، قائلاً لصحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأميركية: «حتى اذا قبلتم بإيران نووية، سنعارض». وبعد ساعات على عرض التلفزيون الإيراني شريط فيديو لطائرة تجسس أميركية أعلنت طهران إسقاطها، وصف رجل الدين كاظم صديقي الطائرة بأنها «كانت بمثابة صقر الصيد لأميركا»، معتبراً إسقاطها «صيداً للصياد الأميركي يبعث على الفخر». وأعلن ناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية أن ثمة «موظفين»، بعضهم غير عسكريين، «يراجعون الصور» التي بثها التلفزيون الايراني للطائرة، فيما نقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن مسؤول أميركي سابق تأكيده أن الطائرة التي عرضتها طهران، هي من طراز «آر كيو-170 سنتينيل» تستخدمها واشنطن في مراقبة المنشآت النووية الايرانية. لكن مسؤولين أميركيين نفوا صحة إعلان ايران إسقاط الطائرة في «مكمن إلكتروني». وتخشى واشنطن اطلاع موسكو وبكين على الأسرار التقنية للطائرة، فيما قال بيتر سينغر من «معهد بروكينغز» الذي يتخذ واشنطن مقراً، أن ثمة أجهزة استشعار متطورة جداً في الطائرة، قد تكون مهمة بالنسبة الى الصين. وانتقد إسماعيل كوثري، نائب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) الايراني، «لا مبالاة المجتمع الدولي» إزاء انتهاك الطائرة الأميركية الأجواء الإيرانية، متسائلاً: «لو انتهكت طائرات إيرانية الأجواء الأميركية، كم اجتماعاً كان عقد مجلس الأمن، وفرض عقوبات على إيران؟». وزاد: «لو أن الطائرة الأميركية التي انتهكت الأجواء، كانت عسكرية، لتغيّر الوضع في المنطقة، وشنّت ايران هجوماً على قواعد عسكرية أميركية في العالم». الى ذلك، أفاد «معهد العلوم والأمن الدولي» (مقره واشنطن)، بأن صوراً التقطتها أقمار اصطناعية، أظهرت تسوية مبان بالأرض ونشاطاً لجرافات، في موقع يبعد 400 متر عن منشأة لتحويل اليورانيوم في مدينة أصفهان، وحيث وردت تقارير قبل أسبوعين حول سماع انفجار. لكن المعهد أشار الى أن لا دليل على حدوث انفجار في المنشأة. في بروكسيل، دعا قادة الدول ال27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الى تشديد العقوبات على ايران، بحلول نهاية كانون الثاني (يناير) المقبل. ولم يطالب قادة الاتحاد بحظر النفط الايراني، بل «حضوا وزراء خارجية (دول الاتحاد) على إقرار تدابير إضافية ضد إيران، بوصفها مسألة ذات أولوية»، وتبنيها خلال اجتماعهم الشهر المقبل. وأعلن قادة الاتحاد تأييدهم لتوافق وزراء الخارجية الأوروبيين الأسبوع الماضي على تشديد العقوبات على إيران، بما في ذلك قطاعات الطاقة والنقل والمصارف. كما سيدرس الاتحاد حظراً على واردات النفط الايراني. في موسكو، أعلن سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية ، أن لدى بلاده «معلومات تؤكد أن لا أبعاد عسكرية للبرنامج النووي الايراني». وقال انه حذر وزير الخارجية الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان، خلال لقائهما أخيراً، من «مغبة اتخاذ قرار بشنّ عملية حربية» ضد إيران، مضيفاً: «هذا جدي جداً. المنطقة مضطربة وغير مستقرة، مع نزاعات كثيرة. ونزاع مسلح آخر، خصوصاً بهذا المستوى، سيكون كارثياً». وأشار الى أن روسيا أكدت لإسرائيل «أهمية التوصل الى تسوية سلمية للملف النووي الايراني، وشرحت سبب مواصلتها بذل جهود في هذا الاتجاه». وكشف ريابكوف عن وجود سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي في موسكو، وحضّ طهران على «تكثيف تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والسماح للمراقبين الدوليين بدخول منشآتها النووية»، بهدف «تسوية الشكوك العالقة».