نيقوسيا، لندن -»الحياة»، أ ف ب - حذر المجلس الوطني السوري، الذي يضم قسما كبيرا من تيارات المعارضة السورية، من «مجزرة» اتهم النظام بالتحضير لها في حمص، متحدثا عن إقامة أكثر من 60 حاجزا في مختلف انحاء المدينة، ومؤشرات على احتمال اقتحام حمص بشكل كامل، من بينها «عدد كبير لا حصر له من الآليات العسكرية» وحشود كبيرة تطوق المدينة. وأوضح المجلس في بيان أصدره امس، ان «الدلائل الواردة عبر التقارير الاخبارية المتوالية ومقاطع الفيديو المصورة والمعلومات المستقاة من الناشطين على الارض في مدينة حمص، تشير الى ان النظام يمهد لارتكاب مجزرة جماعية بهدف اخماد جذور الثورة في المدينة وتأديب باقي المدن السورية المنتفضة من خلالها». واوضح البيان، استنادا الى معلومات نقلها سكان حمص، التي باتت تسمى «عاصمة الثورة الثورية»، ان «حشوداً عسكرية كبيرة تطوق المدينة حاليا تقدر بالآلاف من الجند ومعها عدد لا حصر له من الآليات العسكرية الثقيلة»، مضيفا ان «قوات النظام أقامت أكثر من 60 حاجزا في مختلف أنحاء المدينة داخل حمص وحدها». واضاف المجلس ان هذه «مؤشرات على حملة أمنية قد تصل الى درجة اقتحام المدينة بشكل كامل». ونبه الى ان «الاقدام على جريمة كهذه قد تروح ضحيتها ارواح كثيرة»، مضيفا: «اننا نحمّل النظام ومن ورائه جامعة الدول العربية ودول العالم، مسؤوليةَ ما قد يحصل للمدنيين الآمنين خلال الأيام أو الساعات القادمة وتبعات ذلك على المنطقة ككل في المستقبل القريب». كما ناشد البيان «جميع المنظمات العالمية ذات العلاقة ومنظمات حقوق الانسان التحرك الفوري للضغط في المحافل الدولية من أجل توفير حماية فورية للمدنيين، في حمص تحديداً وفي انحاء سورية كافة». واكد المجلس على «معرفتنا الاكيدة ومعرفة العالم اجمع بمدى وحشية هذا النظام وامكانية تكراره لجرائم كبرى على غرار جرائم مدينة حماة عام 1982». واوضح البيان ان «النظام يسوِّق، تبريراً لجريمته المحتملة، أحداث عنف طائفي عمل جاهدا على اشعال فتيلها بكافة الاساليب القذرة التي تضمنت حرق المساجد وقصفها وقتل الشباب والتنكيل بهم واختطاف النساء والاطفال». كما اشار الى ان النظام «عمد الى احراق انابيب النفط في حي بابا عمرو ليلصق التهمة بما يسميه العصابات المسلحة، في محاولة من جانبه لسحق المنتفضين بحجة الحرب على الارهاب». وكان المجلس الوطني السوري عبَّر عن تشاؤمه في امكانية ايجاد حل سريع للأزمة السورية، محذراً من «ازمة انسانية حادة» في غياب حل عسكري من الخارج. وقالت الناطقة باسم المجلس الوطني بسمة قضماني، في مؤتمر لدعم المعارضة في البرلماني الاوربي بدعوة من كتلة الاشتراكيين والديموقراطيين، إن «هناك اكثر من مليون شخص يعانون الجوع الآن» في سورية بسبب الأزمة المستمرة. وأضافت بحضور سياسيين وخبراء وناشطين سوريين ومعارضين انه في نهاية الشهر سيكون هناك ثلاثة ملايين يفتقدون المواد الاساسية، معتبرة أن الوضع «يتصاعد بسرعة ويوصلنا إلى ازمة انسانية حادة». ويريد المجلس الوطني اقامة «ممرات انسانية» عاجلة لمساعدة المدنيين في سورية، الذين باتوا محرومين مما يكفي من الغذاء او الادوية او وقود الطعام. وحذرت اللجنة الدولية للصليب الاحمر من تدهور الوضع الانساني في سورية، موضحة في الوقت ذاته أن حالة البلاد لا ينطبق عليها وصف الحرب الاهلية. وقال رئيس الصليب الاحمر جاكوب كلينبرغر، ليلة اول من امس: «إن الوكالة المستقلة لن تزور أي سجون سورية أخرى قبل أن تقبل دمشق شروطها كاملة، لكن المحادثات بين الجانبين مستمرة بعد أول زيارة قامت بها اللجنة الى مركز اعتقال في دمشق في سبتمبر (أيلول) الماضي. وأوضح كلينبرغر ان الوضع الراهن في سورية بحسب القانون الدولي لا يمكن ان يعتبر حرباً اهلية، قائلاً: «لا، ليس بعد. انا اجري مناقشات مع خبرائنا القانونيين وأعتقد أنهم يشعرون أن الوضع لا ينطبق عليه هذا الوصف حتى الآن وفقا لمعاييرنا... لكنه وضع انساني شديد الخطورة». وقال كلينبرغر إن اللجنة رفعت من ميزانيتها لصالح سورية لعام 2012 الى حوالى ثلاثة أضعاف، لانها تتوقع توسيع عملياتها هناك بشكل كبير. وكان الصليب الاحمر وزع امدادات غذائية وصحية في مدن رئيسية في سورية، من بينها حمص.