طهران، واشنطن، طوكيو – أ ب، رويترز، أ ف ب – أعربت إيران أمس، عن «فخرها» لإسقاط طائرة تجسس أميركية من دون طيار، معتبرة ذلك «صيداً للصياد الأميركي». لكن ذلك لم يبدد مخاوف إيرانيين من احتمال تعرّض بلادهم لهجوم عسكري بسبب برنامجها النووي. وقال رجل الدين كاظم صديقي: «قواتنا المسلحة تمكنت من صيد أحدث أجهزة التجسس الأميركية، والتي كانت بمثابة صقر الصيد لأميركا». وأضاف في خطبة صلاة الجمعة: «صيد الصياد الأميركي يبعث على الفخر، وقواتنا المسلحة صامدة بكل قوة في ميدان الدفاع، وستردّ على أي معتدٍ في شكل يجعله يعض أصابعه ندماً». أتى ذلك بعدما عرض التلفزيون الإيراني شريط فيديو لطائرة التجسس، بدت خلاله سالمة. وشرح قائد القوة الجوية في «الحرس الثوري» الجنرال أمير علي حاجي زادة كيفية إسقاطها، مشيراً إلى أنها «وقعت في كمين» نصبته الوحدات الإلكترونية التي سيطرت عليها و «أنزلتها في قاعدة إيرانية، بحد أدنى من الأضرار». ووجّه المندوب الإيراني لدى الأممالمتحدة محمد خزاعي رسالة إلى الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون والمندوب الروسي فيتالي تشوركين، والذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمجلس الأمن، اعتبر فيها انتهاك الطائرة الأجواء الإيرانية، «عدواناً وبمثابة إعلان حرب»، كما دعا إلى «إدانة الاستفزازات العسكرية الأميركية، واتخاذ تدابير فاعلة لوضع حد لهذه الأعمال الخطرة وغير الشرعية، تنفيذاً لواجبها في صون الأمن والسلام». عقوبات يابانية في غضون ذلك، أعلنت اليابان أنها أضافت حوالى مئة فرد وهيئة إيرانية، إلى لائحة سوداء تفرض تجميداً لأصولهم المالية، مشيرة إلى أن العدد الإجمالي وصل إلى أكثر من 300 كيان إيراني. كما رفعت طوكيو، من 17 إلى 20، عدد المصارف الإيرانية التي علقت التعاملات معها بالمراسلة. والتدبير الياباني لا يشمل قطاع النفط في إيران. واليابان هي ثالث أكبر مشتر للنفط الخام من إيران، بعد الصين والهند. يأتي ذلك وسط مخاوف لدى إيرانيين، من احتمال توجيه ضربة عسكرية إلى بلادهم، بعد تهديدات أميركية وإسرائيلية في هذا الشأن. وقالت مريم صوفي، وهي أستاذة جامعية وأم لطفلين: «لا يمكننا الآن أن نعلم هل ستندلع حرب، لكني أشعر بقلق على أسرتي وبلادي. لا أستطيع النوم ليلاً وأنا أفكّر في الدمار وإراقة الدماء، إذا هاجمت إسرائيل وأميركا إيران». وتوقّع حسين علائي، وهو صاحب متجر وسط طهران، «حرباً رهيبة، وبعد الضربة الأولى ستتحوّل البلاد ثم المنطقة برمتها، منطقة حرب. سيدمرون كل شيء. أخزّن بضائع ونصحت أقاربي بذلك». كما أشار حامد، وهو تاجر عملة في جنوبطهران، إلى أن «الناس يحوّلون أي أرصدة يمكنهم تحويلها»، قائلاً: «يبيع بعضهم مجوهرات، ويسحبون أموالاً من حسابات الادخار ويبيعون أسهماً لشراء دولارات». ويخشى إيرانيون تبعات مغادرة ديبلوماسيين أجانب إيران، معتبرين أن ذلك قد يكون مؤشراً إلى حرب قريبة. وتساءلت مينا، وهي مدرّسة: «الأجانب يغادرون إيران. أليس واضحاً أنهم يريدون مهاجمتها؟ الأثرياء سيهربون، لكن على الطبقة الوسطى، مثلي، أن يبقوا ويعانوا». لكن عضواً في ميليشيا «الباسيج» (متطوعي الحرس الثوري) اعتبر أن «أميركا تعاني مشاكل اقتصادية، وتريد تسويتها بشنّ هجوم على إيران». وقال: «أنا مستعد للتضحية بدمي، من أجل بلادي». وفي الشهور الأخيرة، قفزت أسعار سلع وخدمات أساسية كثيرة، مثل الخبز واللحم ووسائل النقل، بنسبة 50 في المئة أحياناً، في بلد يبلغ متوسط الدخل الشهري للفرد فيه 600 دولار. إلى ذلك، وبعد اختفائه في جزيرة كيش الإيرانية عام 2007، ظهر العميل السابق لمكتب التحقيقات الفيديرالي الأميركي (أف بي آي) روبرت كيفينسون، في شريط فيديو وصور تلقتها عائلته العام الماضي، دعا فيها الإدارة الأميركية إلى الاستجابة لمطالب خاطفيه الذين لم يحدد هويتهم، لكنه وصفهم بأنهم «مجموعة»، ما يرجّح كونهم تنظيماً يطلب فدية.