أكد خبراء إيرانيون ل(الجزيرة) أن إرسال واشنطن طائرة تجسس فوق الأجواء الإيرانية دليل على تصاعد وتيرة التهديدات الأمريكيةلطهران. وقال محمد كشاورزي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة طهران، ل(الجزيرة): إن أمريكا تريد الحصول على معلومات عن منشآت إيران النووية، كما أنها تبحث عن المسالك الحيوية في الحدود الإيرانية - الباكستانية. وأضاف بأن الرئيس الأمريكي أفصح بشكل علني بأن بلاده تدرس كل الخيارات مع طهران. وأشار كشاورزي إلى أن الخيار العسكري لم يكن خياراً سهلاً، خاصة أن أمريكا في ظل أوباما لا تريد تكرار سياسة بوش الابن، وأن أفضل مصداق على ذلك هو انسحاب أمريكا من العمليات العسكرية في ليبيا. ويؤكد كشاورز أن أمريكا تريد التقرب من إيران، وأنها تستخدم الضغط الدبلوماسي والعسكري من أجل الوصول إلى المائدة المستديرة. وتعتقد الباحثة الإصلاحية منيرة اسدي أن أمريكا تريد مواجهة إيران، ليس عن طريق العسكر فحسب بل عن طريق الحرب الاستخباراتية والحرب الناعمة. وأشارت اسدي إلى أن ضرب مفاعل بوشهر بالفيروسات والتفجير الذي طال معسكراً للحرس وتصفية كوادره، إضافة إلى الاغتيالات بحق الكوادر النووية الإيرانية، كلها معالم على معركة شرسة تخوضها واشنطن ضد إيران، وأنها حققت فيها ما لم يمكن للحرب التقليدية الوصول إليه. وأكدت اسدي أن إيران تدرك أنها اليوم تخوض حرباً سرية مع واشنطن وحلف الناتو، وأن هذه الحرب إلكترونية واستخبارية، وأن إسقاط طائرة التجسس يُعَدّ نصراً لإيران، لكننا يجب أن نؤكد حقيقة، هي «كم من الطائرات التجسسية التي وصلت إلى إيران وعادت إلى واشنطن، كم من الأقمار الصناعية التي تعرف أين ينام الرئيس وماذا يأكل، إضافة إلى ذلك فإن تلك الأقمار تقوم بتصوير مواقعنا النووية من دون إذن حراسنا وصواريخنا». وكانت إيران قد عرضت طائرة التجسس الأمريكية الفائقة التقنيات، التي أنزلتها فرقة كمين للحرب الإلكترونية تابعة لقوات الحرس الثوري، بعد أن اخترقت الأجواء الإيرانية شرقي البلاد الأسبوع الماضي. وأعلن البنتاغون مساء الخميس أن خبراء أمريكيين يقومون بتحليل الصور التي بثها التلفزيون الإيراني، وقال إنها لطائرة أمريكية من دون طيار أسقطتها إيران في أراضيها. وأعلن الناطق باسم البنتاغون جون كيربي «شاهدنا الصور، ولدينا موظفون يقومون حالياً بمراجعتها».