أعلنت الحكومة الباكستانية عن اجتماع لسفرائها ومبعوثيها في الخارج الاثنين المقبل، للتشاور في إعادة صياغة سياسة باكستان الخارجية، بعد الغارة التي شنتها مروحيات حلف شمال الأطلسي على مركز للجيش الباكستاني في منطقة مهمند قرب الحدود الأفغانية، ما اسفر عن مقتل 24 جندياً باكستانياً. في غضون ذلك، أعلنت وزارة الداخلية الباكستانية مقتل ثلاثة جنود على الأقل امس، بانفجار عبوة لدى مرور آليتهم في مدينة كراتشيجنوبباكستان والتي تشهد موجة اعتداءات دامية منسوبة لمقاتلي «طالبان». وصرح شرف الدين مامون الناطق باسم وزارة الداخلية في ولاية السند وعاصمتها كراتشي بأن الاعتداء أسفر عن مقتل ثلاثة جنود من وحدة المشاة (رينجرز) وجرح أربعة، بانفجار عبوة زرعت على الطريق وفجرت عن بعد. ولم تتبن أي جهة مسؤولية الهجوم فوراً، لكن قتل أكثر من 4700 شخص خلال الأعوام الأربعة الماضية في أنحاء البلاد في اكثر من 500 اعتداء تبناها أو نسبت إلى مقاتلي «طالبان». لكن كراتشي شهدت أيضاً منذ سنوات أعمال عنف شديدة بين حركات سياسية وطائفية اسفر آخرها عن مقتل مئة شخص في أسبوع واحد خلال تشرين الأول (أكتوبر) الماضي على صعيد آخر، واصلت الحكومة الباكستانية الحديث عن تحسن في صحة الرئيس آصف زرداري الذي نقل إلى مستشفى خاص في دبي، مع القول إن الرئيس سيعاود ممارسة مهماته ويعود إلى باكستان خلال الأيام القليلة القادمة. لكن وزيراً في الحكومة الفيديرالية ابلغ «الحياة» أن زرداري يعاني من نزيف في الدماغ وضغط الدم ومسائل أخرى قد تمنعه من ممارسة مهماته كرئيس للدولة، وأضاف الوزير الذي يتحدر من إقليم السند مسقط رأس زرداري طالباً عدم نشر هويته، أن ما يثير التساؤل هو عدم نشر الحكومة والحزب أي صورة للرئيس في المستشفى حتى مع أبنائه، على رغم قول الحكومة إن حال زرداري مستقرة. وزاد من الجدل حول صحة الرئيس دعوة رئيس الحكومة يوسف رضا جيلاني كبار قادة حزب الشعب إلى رص الصفوف وتناسي الخلافات والتباين في الآراء للحفاظ على مستقبل الحزب واستمراره في الحكم في باكستان، وهو ما زاد من الشكوك حول صحة زرداري وقدرته، وإمكان تخليه عن السلطة لظروفه الصحية. وتأتي مناشدة رئيس الوزراء لقادة الحزب بعد أن تمت دعوتهم لاجتماع عاجل في إسلام آباد ترأسه جيلاني وبيلاول زرداري نجل الرئيس الباكستاني. وكانت الخارجية الأميركية نفت وجود أي بوادر للانقلاب على الحكومة المدنية في باكستان، وأكدت عودة الرئيس زرداري خلال الأيام المقبلة.