رفض مجلس أعيان البصرة تصريحات قادة عسكريين أميركيين أكدوا ان العشائر في المحافظة تضطلع بحماية قواتهم المنسحبة. وقال نائب رئيس الأعيان الشيخ محمد الزيداوي ل «الحياة»، إن «هذه الأنباء ما هي الا ادعاءات، ورسالة تريد ترسيخ مفهوم مفاده أن هناك ارتباطاً بين شيوخ عشائر الجنوب والقوات الأميركية. والحقيقة عكس ذلك، فلم نلمس أي تعاون او ارتباط بين الطرفين». إلى ذلك، أكد مستشار محافظ البصرة لشؤون العشائر عباس الفضلي، أن «العشائر مرتبطة بالحكومتين المحلية والمركزية وليس لها أي ارتباط بحكومة أخرى، ولا يمكن أن تشترك بعمل مع قادة جيش آخر غير الجيش العراقي». وأوضح ان «دورنا الأمني ينحصر في دعم القوات العراقية، وتزويدها معلومات لمواجهة الإرهاب وليست هناك نشاطات أمنية أخرى للعشائر كالتي وردت على لسان الناطقين باسم القوات الأميركية في محافظة البصرة. وأنا أتحدث هنا عن شيوخ عشائر البصرة والجنوب، فلم نلحظ أي تعاون بينهم وبين القوات الأميركية التي يجب أن يكون تعاملها مع الحكومة المركزية». وكان الكولونيل دوغلاس كريسمان أعلن من قاعدة البصرة لعمليات الطوارئ، أن «العشائر العراقية أبدت استعدادها لحماية القوات الأميركية اثناء انسحابها مقابل أموال». وأضاف: «تربطنا اليوم علاقة بأكثر من عشرين شيخ عشيرة تشرف قبائلهم على الطريق السريع، وندفع لهم اموالاً مقابل ان يُبقوا هذا الطريق آمناً. وقد كانت لنا خلال السنوات الماضية تعاملات أمنية مع شيوخ العشائر، فعندما كان يقع انفجار، مثلاً، نتصل بالشيخ المسؤول عن منطقة الحادث ونسأله عما حدث ونقول له: هذه مسؤوليتك، لماذا ندفع لك اذا لم تقم بواجبك». وانسحبت القوات الأميركية من محافظة ميسان (390 كم جنوب بغداد) منتصف الشهر الماضي وأعلنت انسحابها من قاعدة الإمام علي في محافظة ذي قار خلال الشهر الجاري، وسلمت مهمة الحماية البحرية في محافظة البصرة للقوات العراقية. وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما أعلن في 21 تشرين الاول (أكتوبر) الماضي، أن قواته ستنسحب من العراق بحلول نهاية 2011 بموجب الاتفاق الامني الموقع بين بغداد وواشنطن.