تكثف الاجهزة الامنية استعداداتها لتأمين الطرق التي يسلكها الزائرون الشيعة للوصول الى الكاظمية في بغداد لإحياء اول مناسبة دينية بعد الانسحاب الاميركي من المدن السبت المقبل، وهو الاختبار الاصعب للقوات العراقية بعد تسلمها الملف الامني في المدن بداية الشهر، فيما لفت مدير شرطة ذي قار (390 كلم جنوب بغداد) الى ان الانسحاب الاميركي من مدن المحافظة لا يعني عدم تجول الارتال الاميركية في شوارعها. واتهم مسؤول محلي في محافظة ميسان ايران بأنها حولت المحافظة الى مركز لتجميع الاسلحة وتصديرها الى المدن، الأمر الذي اعتبره تيار الصدر جزءاً من الحملة الانتخابية. وصرح الناطق باسم قيادة عمليات بغداد اللواء قاسم عطا بأن «قيادة عمليات بغداد، وبالتعاون مع وزارات الداخلية والدفاع والصحة والتجارة والنقل وهيئة الوقف الشيعي والهلال الاحمر العراقية، عملت على وضع خطط امنية وخدمية خلال تأدية زيارة الإمام موسى الكاظم في الكاظمية ببغداد السبت المقبل». وأوضح أن «الخطط الامنية مدعومة بتغطية جوية عراقية من دون الحاجة الى الاستعانة بالقوات الاميركية»، مشيراً الى «مشاركة أمنية نسائية مكثفة في عمليات تفتيش النساء». وأضاف أن «عمليات بغداد وضعت لائحة تعليمات امنية للحفاظ على ارواح الزائرين السائرين نحو الكاظمية تتضمن (...) منع حمل الحقائب والاسلحة من جانب المواطنين، وكذلك منع حمل اجهزة الاتصال ومنع الدراجات النارية داخل المدينة طيلة فترة الزيارة». من جهته، اعتبر مصدر امني مسؤول في وزارة الداخلية رفض كشف اسمه ان «الاجراءات الامنية المتبعة هذا العام تعد الاختبار الاصعب للقوات العراقية بعد تسلمها الملف الامني في المدن». وحذر من ان «اي إخفاق في الواجبات المناطة بعناصر الامن والجيش قد يسفر عن عواقب وخيمة نتيجة حساسية المناسبة». ورفض المصدر الكشف عن الطرق الرئيسة التي حددتها عمليات بغداد لمسير الزوار باتجاه الكاظمية واكتفى بالقول: «لا يمكننا الكشف عن النقاط الرئيسة لانطلاق وسير الزائرين حفاظاً على ارواحهم ولمنع اية محاولات قد يسعى الارهابيون لتنفيذها باستثمار الزيارة المليونية». كما نفى المستشار الاعلامي للجيش الاميركي نادر سليمان في اتصال مع «الحياة» مشاركة القوات الاميركية في تأمين المناسبة لأنها لم تتلق اي طلب مساعدة من الحكومة العراقية». وقال: «نحن ملتزمون ببنود الاتفاق المبرم مع العراق. ومشاركتنا في اي عمليات تقتضي ان توجه الحكومة العراقية طلباً رسمياًً للقوات الاميركية بالتدخل». في غضون ذلك، صرّح اللواء صباح الفتلاوي مدير شرطة ذي قار، ومركزها الناصرية (390 كلم جنوب بغداد) بأن الانسحاب الاميركي من مدن المحافظة لا يعني عدم تجول الارتال الاميركية في شوارعها. وذكر ان «انسحاب القوات الأميركية من المدينة لا يعني عدم وجود أي جندي أميركي أو عجلة أميركية فيها». وأضاف: «هناك مبالغ مرصودة لإقامة مشاريع في المحافظة، الأمر الذي يحتم على القوات الأميركية وفرق الإعمار زيارة مشاريعها، وإلا فإن هذه الأموال ستكون مهددة بالضياع وصرفها على محافظات أخرى». وأوضح «أن هناك مهمات تدريبية للقوات العراقية والتي تم الاتفاق عليها ضمن الاتفاق الأمني، ما يتطلب حركة للقطعات الأميركية بمعدّاتهم المعهودة»، لافتاً إلى انه «تم وضع القواعد الأساسية لحركة تلك القوات». من جهته قال مايلس كاغينس المسؤول الإعلامي للجيش الأميركي، الذي ما زال يتمركز في قاعدة الإمام علي خارج مدينة الناصرية: «نحن مستمرون في هذه الفترة بعقد إحتماعات مع القادة الأمنيين العراقيين في محافظات الجنوب لمناقشة الوضع الأمني في هذه المدن». الى ذلك، اتهم عبدالصادق سلام مدير اعلام شرطة ميسان ومركزها مدينة العمارة (380 كلم جنوب بغداد) ايران بأنها «حوّلت العمارة الى مركز لتجميع الاسلحة عبر التهريب والاختراقات في وحدات حراسة الحدود ثم تقوم المجموعات الخاصة التابعة لها بنقلها الى بغداد وبقية مدن العراق لتنفيذ هجماتها». وأضاف في اتصال مع «الحياة» ان «قوات الشرطة عثرت على متفجرات وأجهزة تفجير وقواعد لاطلاق الصواريخ ربطت بأجهزة تحكم عن بعد لاستخدامها في التفجير، وكلها ايرانية الصنع». وأضاف انه «يعثر يومياً على أسلحة وذخائر وقذائف وصواريخ وأجهزة تفجير قادمة من ايران». من جانبه نفى القيادي في التيار الصدري في العمارة الشيخ كريم الساعدي صحة هذه الاتهامات وقال ل «الحياة» ان «التيار الصدري لا تنطوي عليه ولا على الشعب العراقي مثل هذه الاخبار التي أصبحت تقليدية كلما اقترب موعد انتخابات في البلاد» مؤكداً ان تياره «يتعرض الى اعتقالات تحت غطاء مصطلح المجموعات الخاصة الغامض الذي لا يعرف ماذا يقصد به». وفي البصرة صرح الكولونيل الاميركي الكولونيل باتش كيفينار بأن «المتشددين، الذين كانوا يوماً يهيمنون على البصرة، لا يمثلون الآن تهديداً امنياً خطيراً على المدينة التي تعد محوراً لصادرات النفط العراقية». لكنه اتهم ايران ب «مواصلة دعم ميليشيا مختارة في منطقة البصرة»، مشيراً الى ان «زعماء الميليشيا السابقين يعملون الآن من أجل أهداف إجرامية أكثر منها سياسية ويحاولون السيطرة على قطاعات من البصرة، حيث يمكنهم ابتزاز المال».