انسحبت القوات الأميركية من موقعها لعمليات الطوارئ في محافظة ميسان وسلمته للجهات الأمنية العراقية لتتمركز في المقر الأخير لها، وهو مطار «البتيرة» العسكري، فيما انسحبت من قاعدة الشعيبة في محافظة البصرة بعد تسليمها الى الحكومة العراقية تنفيذاً لاتفاق أمني، وتوجهت نحو قاعدة «آدر» في محافظة ذي قار. وقال رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس محافظة ميسان (390 كيلومتراً جنوب بغداد) سرحان سالم ل «الحياة» إن «القوات الأميركية انسحبت من موقع هانتر للطوارئ في جنوب المحافظة بعدما كان يستخدم لتدريب القوات الأميركية ومهبطاً لطائراتها خلال السنوات الماضية». وأضاف أن «الجيش الأميركي يحصر وجوده في مطار البتيرة الذي يبعد 15 كيلومتراً عن شمال مدينة العمارة (مركز محافظة ميسان) وهو المكان الوحيد الذي يضم الآن قوات غير عراقية». وأوضح أن «هذا الانسحاب جاء بعد استراتيجية أمنية اتبعتها القوات الأميركية وتهدف إلى جمع قواتها في كل محافظة في مقر واحد لتسهيل عملية الانسحاب بحسب الاتفاق الأمني بين العراق والولايات المتحدة». وأشار إلى أن «كل ممتلكات القاعدة سُلمت الى قيادة الفرقة العاشرة التابعة للجيش العراقي». وأفاد بيان للأسطول الثاني الذي انسحب من الموقع بأن «تسليم موقع عمليات هانتر للطوارئ إلى الجيش العراقي هو علامة أخرى للوضع الطبيعي بعدما أظهرت القوات العراقية كفاءة في حفظ أمن الانتخابات». وكان اللواء الرابع من الفرقة المدرعة الأولى في الجيش الأميركي استخدم القاعدة للاشراف على القوات العراقية القريبة من مدينة قلعة صالح و هور الحويزة. وستستخدم الفرقة العاشرة من الجيش العراقي القاعدة كمؤسسة لتدريب كوادر الأمن العراقية. وفي محافظة البصرة، انسحبت القوات الأميركية من موقع الشعيبة غرب المدينة بعدما كان أحد المواقع الثلاثة المهمة في المحافظة التي كانت ضم قوات أجنبية بعد عام 2003، إلى جانب مطار البصرة الدولي ومجمع القصور الرئاسية. وذكر بيان عسكري أميركي أن «القوات الموجودة في الشعيبة ستنقل إلى قاعدة آدر لعمليات الطوارئ التي تبعد حوالى عشرة كيلومترات جنوب مدينة الناصرية (مركز محافظة ذي قار) حيث ستواصل من هناك مهامها في تقديم الاستشارة والتدريب لأفراد قوات الأمن العراقية». وكانت قاعدة الشعيبة من أقدم المقرات العسكرية للقوات الأجنبية التي دخلت العراق خلال القرن الماضي، إذ اتخذتها القوات البريطانية مقراً لها عام 1930 قبل انسحابها عام 1955. كما كان لهذه القاعدة دور كبير في العمليات العسكرية العراقية خلال الحرب مع إيران 1988-1980 وحرب الخليج عام 1990.