رسَّخت نتائج جولة الإعادة على المقاعد الفردية ضمن المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية، فوز حزب «الحرية والعدالة»، الذراع السياسية لجماعة «الإخوان المسلمين»، في هذه المرحلة، وزادت الفجوة بينه وبين وصيفه حزب «النور» السلفي بعد أن حصد وحلفاءه 36 مقعداً فردياً، فضلاً عن فوز قوائمه بأكثر من 37 في المئة من أصوات الناخبين. لكن «الحرية والعدالة» ما زال يحتفظ بنجومه للمرحلتين المقبلتين، إذ تخوض قيادات الحزب ورموز «الإخوان» الانتخابات في الكثير من دوائر المرحلتين الثانية والثالثة. فنائب رئيس الحزب عصام العريان يتصدر قائمة «الحرية والعدالة» في الدائرة الأولى في محافظة الجيزة التي تُجرى الانتخابات فيها ضمن المرحلة الثانية، وتبدأ الأربعاء المقبل. والعريان معروف بشعبيته في المحافظة، فضلاً عن شهرته وصيته في مختلف أنحاء الجمهورية، حتى إنه طرح اسمه لينافس الرئيس السابق حسني مبارك في انتخابات الرئاسة العام 2005. مؤتمرات العريان في مدن محافظة الجيزة ومراكزها دليل على شعبيته، فالطبيب الذي امتهن السياسة تحشد مؤتمراته آلافاً في مناطق نائية لم يعتد أهلها الاهتمام بالسياسة. والأمين العام للحزب سعد الكتاتني كفيل بحشد عشرات الآلاف لقائمة «الحرية والعدالة» في الدائرة الأولى في محافظة المنيا (جنوب مصر) التي يتصدرها. وتجرى الانتخابات في المنيا ضمن المرحلة الثالثة التي تبدأ انتخاباتها في 3 كانون الثاني (يناير) المقبل. وللكتاتني شعبية طاغية في دائرته التي اكتسحها في 2005 أمام مرشح الحزب الوطني المنحل. ومعروف عن عائلته تشعب علاقات نسبها في المحافظة وفي صعيد مصر. الشعبية ذاتها يتمتع بها أمين حزب «الحرية والعدالة» محمد البلتاجي الذي يتصدر قائمة الحزب في القليوبية، وسعد الحسيني أحد أقطاب «الإخوان» في محافظة الغربية (في دلتا مصر). وهو يتصدر قائمة الحزب في المحلة إحدى أهم دوائر الجمهورية، لما تضمُّه من أعداد كبيرة من العمال والمهنيين. وفي محافظة البحيرة (شمال القاهرة) يتصدر جمال حشمت قائمة حزب «الحرية والعدالة»، وهو صاحب أشهر ادعاء بالتزوير في الانتخابات المصرية، إذ أنه معروف بشعبيته الطاغية في دائرته التي نافسه فيها في 2005 السياسي المعروف مصطفى الفقي. يذكر انه بعد إعلان فوز حشمت ظهرت النتائج الرسمية متضمنة فوز الفقي، فأكد حشمت تزوير الانتخابات وظلَّ هذا الاتهام عالقاً بثوب الفقي حتى بعد قيام الثورة وترشيحه لمنصب الأمين العام للجامعة العربية بناء على طلب مصر قبل سحب الترشيح. «نجوم الإخوان» في المرحلتين المقبلتين للانتخابات ستفوز قوائمهم قطعاً بنسب عالية من أصوات الناخبين، لكن هل يمكنون جماعتهم من تحقيق غالبية برلمانية بعد أن اكتسحوا المرحلة الأولى من الانتخابات؟