تتجه الأنظار غداً إلى العاصمة النروجية أوسلو، حيث ستُسلّم جائزة نوبل للسلام في احتفال يحضره ملك النروج وشخصيات سياسية عالمية. وتُمنح الجائزة هذا العام لثلاث نساء متميزات هن: رئيسة ليبيريا إيلين جونسون سيرليف، والناشطة الليبيرية ليماه غبويي، والناشطة اليمنية توكّل كرمان التي فتحت، بنيلها الجائزة، الباب أمام مشاركة فنية لمواطنها الموسيقار وعازف العود أحمد فتحي، لتكون المرة الأولى التي يشارك فيها فنان عربي في حفلة توزيع جوائز نوبل، إلى جانب فنانين من أنحاء العالم. ففي اليوم الثاني والأخير من الاحتفال، يقدم فتحي عمل «رسل السلام»، من ألحانه وغنائه وكلمات الشاعر اليمني محمود الحاج. وتحدّث فتحي، المقيم في القاهرة، إلى «الحياة»، عن مشاركته قائلاً: «أعتز كثيراً بهذا التشريف والدعوة من مؤسسة نوبل للمشاركة في احتفال توزيع جوائز نوبل للسلام. وقد انتهيت أخيراً من تأليف المعزوفة الرابعة على آلة العود بعنوان «الأرواح الخيرة»، وآمل في أن يمثل هذا العمل نقلة موسيقية نوعية تليق بالضوء الذي سيسلّط عليها. نحاول من خلال موسيقانا مخاطبة الإنسان الأوروبي بتلك اللغة الراقية التي تفتح المجال للتواصل بين الشعوب، كما تتيح لنا هذه الفرصة وضع أقدامنا كفنانين يمنيين على خريطة العالم، وهذه خطوة كبيرة لبلادنا». ويشرح فتحي أنه سيقدم أيضاً عملاً غنائياً بعنوان «رسل السلام»، بمرافقة الفرقة الموسيقية والكورال، وهو من كلمات الشاعر محمود الحاج الذي «عمل على فكرة رسل السلام في العالم الذين يبذلون كل طاقاتهم وجهودهم السلمية لتحقيق انتصارات على الأنظمة الجائرة أو الأمراض ومشاكل أطفال العالم ومساعدة جرحى الحروب، وسواها من الأهداف الإنسانية السامية. وفي الوقت نفسه فإن عمل «رسل السلام» هو تكريم للفائزات بنوبل للسلام». ويلفت إلى أنه «من أهداف العمل إجراء حوار حضاري بيننا وبين العالم، على رغم اختلاف اللغة والديانات والثقافة». فالعمل يبدأ ب «الحمد لله الذي بنوره يمحو الظلام»، ليردّ الكورال بالإنكليزية: «المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام». ويشرح فتحي إن «الفكرة هي أننا كمسلمين ومسيحيين، نغني معاً لأجل السلام، ونغني معاً لله كمثال أعلى للجمال في هذا الكون». وفي كل مقطع، سيبدأ فتحي مغنياً «سلام يا رسل السلام»، فيرددها الكورال بالعربية، وفي مقطع آخر يقول: «بنوره الذي يمحو الظلام»، ويردّد الكورال بالانكليزية: «الحمد والمجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام». أما الشاعر الحاج، المقيم في صنعاء، والذي ستصدح كلماته في سماء أوسلو، فقال ل «الحياة»: «أمر طيب أن تصل كلماتي إلى العالم ومحبّي السلام، ومن هذا المنبر بالذات، فهذه مناسبة إنسانية عظيمة». أما أبيات المقطوعة فألقى الحاج مطلعها بصوت يغمره الدفء والفرح: سلام يا رُسل السلام/ رمز المحبة/ غَنّت لكم أرواحنا/ وعانقت سرب الحمام».