باماكو - أ ف ب (خدمة دنيا) - يعمل ما بين 20 ألفاً و40 ألف طفل في مناجم الذهب التقليدية في مالي التي تعتبر ثالث منتج إفريقي لهذا المعدن الثمين، على ما أفادت منظمة «هيومن رايتس ووتش» في تقرير نشر في باماكو. وتؤكد المنظمة التي تعنى بحقوق الإنسان في تقريرها الذي يحمل عنوان «خليط سام: عمالة أطفال وزئبق وبحث عن الذهب في مالي»، أنه «وفق التقديرات، يعمل ما بين 20 ألفاً و40 ألف طفل في قطاع التنقيب التقليدي اليدوي عن الذهب في مالي. وأكثر هؤلاء ينطلقون بعملهم هذا وهم في السادسة من العمر». ويعمل الأطفال في «ظروف قاسية وخطيرة»، لا سيما في ما يتعلق بحفر آبار مناجم والعمل تحت الأرض وحمل خامات الذهب الثقيلة التي ينقلونها أو يسحقونها بوسائل بدائية وبطريقة غير شرعية. وقالت معدة التقرير الباحثة جوليان كيبنبرغ أنه «خلال التحقيق، استجوبنا عدداً كبيراً من الأطفال وكذلك من البالغين (...)، وفي أبحاثنا لم نسجل وفيات وإنما حالات مرض». ووفق منظمة «هيومن رايتس ووتش» يعمل الأطفال بغالبيتهم إلى جانب أهاليهم أو أقرباء لهم لتعزيز مداخيل العائلة من خلال بيع الذهب إلى التجار المحليين، في حين يعمل صغار آخرون بمفردهم معرضين أنفسهم للاستغلال وأشكال مختلفة من الانتهاكات. وتوضح كيبنبرغ: «غالباً ما تستفيد سلطات محلية من التنقيب عن الذهب، وقلما تهتم بمكافحة عمالة الأطفال». وتشير المنظمة إلى أن غالبية الذهب المستخرج من المناجم التقليدية في مالي «يباع إلى تجار صغار يزودون وسطاء ومؤسسات تجارية في باماكو العاصمة». وتصدّر مالي سنوياً أربعة أطنان من الذهب المستخرج يدوياً إلى سويسرا والإمارات العربية المتحدة، أما قيمتها فتقدر ب218 مليون دولار وفق الأرقام الرسمية التي تكشفها المنظمة غير الحكومية التي تدعو السلطات ومختلف الفاعلين في هذا القطاع إلى اتخاذ تدابير لوضع حد لعمالة الأطفال في مناجم الذهب. وتعتبر مالي المنتج الثالث للذهب في إفريقيا، تسبقها جنوب إفريقيا وغانا.